أعرب المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالايدز السيد ميشيل سيديبي عن تأسفه لعدم وفرة العلاج الطبي للأشخاص المصابين بالسيدا في إفريقيا وأكد في بيان له على هامش قمة الاتحاد الإفريقي بسرت الليبية وأضاف أنه إذا لم يستفد هؤلاء الأشخاص المصابين بهذا المرض في غضون ستة أشهر من علاج فإن 6 ملايين منهم سيلقون مصرعهم تاركين ورائهم 12 مليون يتيما. يتعايش في أفريقيا اثنان وعشرون مليون شخص مع فيروس نقص المناعة البشري. ومقابل كل شخصين يحصلون على العلاج المضاد للفيروسات تحدث خمسة إصابات جديدة بالفيروس. وهذا يعني أن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج سيكون دائماً في ازدياد.وبالتالي فإفريقيا بحاجة للخروج من مسار هذا الوباء من خلال وقف الإصابات الجديدة بالفيروس وهو ما يعني التركيز على الوقاية. كما ينبغي أن نجعل تكلفة العلاج مقبولة وأن نضمن الإتاحة المستدامة للأدوية ذات الجودة في أفريقيا. إن الطلب على العلاج كبير، فما يقرب من ثمانين بالمائة من الأربعة ملايين شخص المتلقون للعلاج عالمياً يعيشون في أفريقيا ومع ذلك فإن ثمانين بالمائة من الأدوية التي توزع في أفريقيا تأتي من الخارج. وبالتالي يتزايد خط الانتظار لعلاج الإيدز بشكل مطرد. أضف إلى ذلك وجود أكثر الأمراض القاتلة الأخرى في أفريقيا مثل السل والملاريا وفاتورة العلاج التي يصعب تحملها. أقل من 4أشخاص في إفريقيا يحصلون على العلاج الدائم سيحتاج الأفارقة لأدوية الإيدز لفترة طويلة. هذا إلى جانب احتياجهم إلى الكثير من الأدوية الأخرى. ولكن معظم هذه الأدوية لا يُنتج في أفريقيا لافتقارها لمعايير الجودة الصارمة وقدرات التصنيع. ينبغي أن يصبح الطلب على علاج الإيدز فرصة لأفريقيا لإصلاح ممارساتها الصيدلانية. ففي كثير من الأحيان تكون الأدوية المنتجة في أفريقيا زائفة أو منخفضة الجودة. ما تحتاجه أفريقيا هو وكالة أفريقية واحدة للأدوية شبيهة بالوكالة الأوروبية للأدوية والتي تنظم قطاع الصيدلة في أوروبا. إن الأدوية غالية الثمن ولا يستمر تأثيرها إلى الأبد. فبعد فترة من الزمن سيحتاج المرضى إلى الانتقال من الخط الأول لعلاج الإيدز والذي يكلف اليوم 92 دولار للمريض في السنة (وهو بعيد كثيراً عن متناول الأشخاص الذين يعيشون على دولارين في اليوم) إلى الخط الثاني من العلاج والذي يكلف أكثر من ألف دولار لدواء الإيدز فقط. إن أقل من أربعة في المائة من المرضى في أفريقيا يحصلون على علاج الخط الثاني وهو أقل بكثير مما يتطلبه العلاج الفعال. ومرة أخرى، فإن العلاج غير دائم. الوكالة ستحقق الاكتفاء الذاتي لإفريقيا ستحقق هذه الوكالة ضمان جودة الأدوية عبر القارة حيث ينبغي أن يكون للوكالة السلطة والاستقلالية لتعزيز المعايير الدولية ذات الجودة العالية، مما يساعد أيضا على إغلاق سوق الأدوية الزائفة. ثانياً، لن يحتاج صانعوا الأدوية للركض من بلد إلى آخر للحصول على الموافقة على منتجاتهم. ثالثا، سوف تدمج السوق الأفريقية لجذب استثمارات القطاع الخاص لتصنيع الأدوية داخل إفريقيا، تماماً كما شاهدنا في أمريكا اللاتينية. رابعا، ستضمن لصانعي الأدوية مجالاً على المستوى الميداني للمنافسة وتسويق المنتجات داخل أفريقيا وخارجها تماماً كما تفعل الهند والصين. خامساً، يمكن أن تكون نموذجا لإزالة العقبات، ليس فقط بالنسبة للأدوية ولكن من أجل تحقيق تنمية أشمل تساهم في حركة ''الإيدز بالإضافة إلى المرامي الإنمائية للألفية'' في أفريقيا. إن كل هذه الجهود يجب أن تتكاتف لتحقيق المصلحة الأفضل للأشخاص المحتاجين. لتوفير الإتاحة الشاملة لعلاج الإيدز بحلول عام .2010 سيحشد برنامج الأممالمتحدة المشترك المعني بالإيدز منظومة الأممالمتحدة و وشركاء التنمية، ويعزز تعاون ''الجنوب-الجنوب''، ويشارك القطاع الخاص في دعم إنشاء الوكالة التنظيمية. هناك فرصة متوفرة لقادة أفريقيا للإبداع، كما لدى الدول الثمانية التزاماً بالوفاء بالعهد الذي قطعوه في قمة غلينيغلز لتوفير الإتاحة الشاملة لعلاج الإيدز بحلول عام .2010 و يرى السيد سيديبي أن السياسيين وقادة الدول المتطورة ''تقع عليهم مسؤولية هذا الوضع وهم ''مجبرون من الناحية الأخلاقية على عدم التخلي عن ملايين الأشخاص المصابين بالسيدا''. و ألح في هذا الصدد على ''التضامن'' لأن الأمراض تعبر القارات بكل سهولة غير أنه من الصعب إدخال بعض البلدان أدوية لمعالجة المصابين بفيروس السيدا. ومن جهتها دعت السيدة غافاناس إلى مكافحة تهريب الأدوية خاصة وأن في إفريقيا ملايين المرضى تتوقف حياتهم على الأدوية المستوردة. واعتبرت أن القارة بحاجة إلى وكالة واحدة للأدوية لضبط و انسجام السوق و مكافحة التهريب. ولتحقيق هذا الهدف ينبغي على السوق الإفريقية أن تندمج في السوق العالمية في مجال الأدوية. كما دعت المفوضة المكلفة بالشؤون الاجتماعية بالإتحاد الإفريقي إلى إنتاج أدوية جنيسة وتطوير أقطاب مرجعية بالقارة. ومن جهة أخرى أعربت عن أملها في أن يتم تسجيل مسألة السيدا كنقطة دائمة في مختلف قمم الإتحاد الإفريقي.