للآثار التي يتركها المتقدمون لأخلافهم أهمية كبرى تكاد تضاهي الفرح والأهمية التي تأتي عقب الكشوفات التي يتوصلون إليها في دنيا العلوم والتكنلوجيا، ولا غرو في ذلك إذ العقل والمنطق يؤكدان رؤية موضوعية مفادها مارد به رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز ذات يوم على نظيره الأمريكي لما هدده هذا الأخير بضرب العراق بل محوه بصواريخه الدقيقة التي لا تخطئ أهدافها إلا حين تصوب نحو مناطق المدنيين الآهلة بالأضعفين - النساء والولدان - فإن رجاحة عقلها ودقة صوابها يخونها فتدع العزل أشلاء ومزعا ، وماذكره عزيز لصاحبه هو قوله سنرد على صواريخكم وحضارتكم التي ما مضى عليها غير 200 عام بأربعة آلاف عام من حضارات شتى عرفتها هذه البلاد . أذكر هذا متعجلا لما أكدته '' مؤسسة الأقصى للوقف والتراث '' في تقريرها الصحفي من أن المؤسسة الإسرائيلية تنفّذ في هذه الأيام أكبر عمليات تغيير وتزوير للوجه التاريخي والديني الإسلامي والعربي للبلدة القديمة بالقدس ، تشمل أسوار البلدة القديمة وأبوابها والمحيط الملاصق للبلدة القديمة والمسجد الأقصى المبارك ، وكذلك للأحياء المقدسية داخل الأسوار ، كما تسعى المؤسسة الإسرائيلية الى عمليات تغيير واسع للطابع الديني للقدس من خلال مشاريع سياحية وترفيهية تتناقض مع الطابع الديني الإسلامي في القدس ، وتنظيم حفلات الرقص الصاخب وتشجيع افتتاح الخمارات ليلاً ، والتركيز على منطقة حائط البراق على انها '' حائط المبكى '' المقدس في الديانة اليهودية. مما يؤكد أن القوم استيقنت أنفسهم شيئا ، وراحت تغالط ذواتها بشتى العمليات ليتوافق طابع المدينة المقدس الموحي بإسلامية وعروبة البلدة أكثر من أي شيء آخر، ببناء وطابع اليهود، وهذا ظنا منهم أنهم سيغيبون حقائق القرون بتجميل '' بتشويه '' لديكور البلد، ولئن ردوا علينا بالقول أن أولى من يحق لهم التنديد هم أبناء البلدة، فما دخل غيرهم قلنا لحائط المبكى عندنا ذكرى مقدسة ودين مستحق أما الذكرى فلارتباط هذا الحائط بالبراق الذي سرى عليه أشرف الخليقة، و أما الدين المستحق فاليد المدفونة تحت هذا الحائط لمن حارب مع صلاح الدين الأيوبي سيدي أبو مدين الجزائري التلمساني.