يكشف مبارك بن الصافي جعفري النقاب عن أحد أهم عصور منطقة توات خلال كتابه الصادر ضمن فعاليات المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني بالجزائر، بعنوان ''العلاقات الثقافية بين توات والسودان الغربي خلال القرن 12 هجري''، وذلك عن دار ''السبيل للنشر والتوزيع''. الكتاب عبارة عن دراسة مطولة حول هذه المنطقة التي عرفت في هذه الفترة أزهى عصورها بأقاليمها الثلاثة، تينجورارين، توات، تيدكليت، حيث لعبت دورا مهما خاصة وأنها كانت منطقة عبور والتقاء بين شمال وجنوب الصحراء، كما لعبت دورا مهما في نشر الإسلام واللغة العربية في السودان، وفي جهات افريقية متعددة. حاول الكاتب التركيز على عدة نقاط منها الحياة العلمية وطبيعتها لمنطقة توات خلال هذه الفترة، وانعكاساتها على جنوب الصحراء، خاصة علوم القران، الحديث الفقه، اللغة والأدب والتاريخ، والفلك.. وقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول كبرى، عرف في الأول منها بالمنطقة، من مصدر لكلمة توات، ومرورا بأهم مظاهر الحياة في هذه الفترة، إلى غاية الحياة الاقتصادية، فيما خصص الفصل الثاني، للحياة العلمية في الإقليم الذي تطرق فيه لأهم عوامل النهضة وروافدها، ورجالاتها. ولتبيان دور توات وعلاقاتها بين مختلف المناطق الصحراوية، خصص الكاتب الفصل الثالث لامتداد الحركة جنوبا وتأثيراتها في السودان الغربي، من خلال بعض الشواهد والمعطيات، التي أرفقها بالكتاب، هذا الأخير الذي احتوى أيضا على عدة ملاحق.