تصاعدت حدة ''التلاسن'' بين إسرائيل وحزب الله مؤخراً، بعد تحذير رئيس المجلس التنفيذي للحركة، هاشم صفي الدين، بأن حرب جويلية ,2006 لم تكن ''إلا مزحة بسيطة'' إذا ارتكبت إسرائيل ''خطأ أو حماقة'' ضد لبنان. وقال صفي الدين: ''إن كان تهديد وزير الحرب الإسرائيلي ايهود باراك جديا وأنا استبعد ذلك ولا أرجح ذلك، لكن إن كان تهديده جديا فعليه أن يعلم انه إذا اخطأ أو ارتكب حماقة ضد لبنان وضد جنوب لبنان وأهل لبنان سيكتشف حينها أن جويلية ، وأوت 2006 لم تكن إلا مزحة بسيطة''. وكان باراك أكد أن بلاده ستستخدم قوتها العسكرية الكاملة لضرب البنى التحتية في لبنان في حال اندلاع نزاع معه، وأضاف صفي الدين ''لأننا اليوم أقوياء ولأننا نعيش على معادلة وانتصار ,6002 فإننا نعتقد أن كل التهديدات الإسرائيلية هي تهديدات جوفاء وليس لها أي معنى على الإطلاق''. وأسفرت حرب 2006 عن استشهاد 1200 لبنانيا اغلبهم من المدنيين والأطفال والنساء ومقتل 160 إسرائيليا اغلبهم من العسكريين. ورد نائب وزير الخارجية الإسرائيلي، دانيال يعلون، مهدداً بأن ''حزب الله'' سيدفع ''غالياً ثمن المساس بأي مواطن أو دبلوماسي إسرائيلي في الخارج.'' وجاء تحذير يعلون في مقابلة إذاعية مع ''راديو إسرائيل'' رداً على تقارير بأن خلية إرهابية خططت لاغتيال السفير الإسرائيلي لدى مصر، وتخطيط الحزب لشن عمليات انتقاماً لمقتل عماد مغنية، أحد كبار قيادات الحركة اغتيل بانفجار في دمشق مطلع .2008 وقال المسؤول الإسرائيلي: ''حال المساس بشعرة إسرائيلي، سنحمل حزب الله المسؤولية والعواقب.. وستكون وخيمة. وأضاف: ''نعلم أن الأمر لم يقتصر على مصر فقط.. حزب الله حاول ويحاول جمع معلومات للقيام بتحرك.. لذلك من الضروري إرسال هذا التحذير إلى لبنان، وهو المسؤول عن حزب هذا وقد حذرت وزارة الدفاع الإسرائيلية من أن البعثات والسياح الإسرائيليين بالخارج قد تعد أهدافاً محتملة للحركة، وفق صحيفة ''هاآرتس.'' ومن جانبه قال مسؤول عسكري إسرائيلي بارز لصحيفة التايمز البريطانية الأسبوع الماضي إن الحدود الشمالية لإسرائيل مع لبنان ''قد تنفجر في أي لحظة''، في مؤشر على استعداد الدولة العبرية لسيناريو هجوم محتمل من ''حزب الله'' ضد أهداف إسرائيلية قد يشعل ''حرباً جديدة''، حسب التقرير. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي قد صرح مؤخراً بأنه لن يتردد في تحريك الجيش الإسرائيلي رداً على أي تصعيد على الحدود اللبنانية-الإسرائيلية. ورغم ارتفاع حدة التلاسن بين إسرائيل وحزب الله إلا أن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري استبعد شن إسرائيل حربا على لبنان خلال العام الجاري. وفي حديث لصحيفة ''السفير'' اللبنانية طمأن بري الشعب اللبناني انه ''شخصيا يستبعد شن حرب إسرائيلية على لبنان في العام 2009 ، إلا إذا حصل تطور درامي غير محسوب''. ووضع بري التهديدات الإسرائيلية الأخيرة في سياق ''التهويل النفسي والإعلامي الذي لا يمهد بالضرورة لعدوان قريب''. واعتبر بري أن ''إسرائيل تضع في أولوياتها خلال الأشهر المقبلة محاولة إضعاف الرئيس الأمريكي باراك اوباما وإنهاكه وبعد ذلك يمكن ان تطلق العنان لمخططاتها العدوانية''.