من المظاهر المشينة التي لا تخفى على أي زائر إلى ولاية بجاية هو الانتشار الفظيع لقارورات وعلب الخمر على طول الطرقات والمداخل الرئيسية للولاية وحتى بالمراكز الحضرية الكبرى، وهو ما أثر سلبا على المظهر العام للمدينة التي تستعد لاستقبال ملايين السياح هذا العام، ولعل ما زاد الأمر تعقيدا هو الانتشار الفوضوي لهذا النوع من القاذورات. ما يصعب على الواقفين على رأس النظافة بالولاية من مهمة السيطرة عليها إضافة إلى انتشارها الواسع والمتنامي يوما بعد يوم. ومن أبرز الأماكن التي تشهد هذه الظاهرة المقززة هي حواف الطريق الوطني رقم 09 الذي يربط بجاية بولايات الشرق الجزائري، وذلك لأن معظم الحانات وأماكن بيع الخمور متواجدة على طول هذا الطريق انطلاقا من عاصمة الولاية مرورا بكل من تيشي، أوقاس، باكار، وسوق الاثنين ووصولا إلى خراطة، وهي أماكن سياحية معروفة وتستقطب الزوار على مدار السنة، إضافة إلى كونها منطقة عبور آلاف المسافرين يوميا، كما أن الأدهى من كل هذا كون أن قوارير وعلب الخمر يكون مصدرها أصحاب المركبات بشتى أنواعها، وهو ما يوحي بأن نسبة كبيرة من حوادث المرور التي تشهدها ولاية بجاية يكون سببها الرئيسي هو السياقة في حالة سكر، هذا إذا استثنينا التأثيرات الكبيرة لهذه القوارير على الثروة الغابية والتي تكون سببا في نشوب الحرائق في فصل الصيف سيما منها الزجاجية، إضافة إلى ما يمكن أن تحدثه أم الخبائث من تشنج وانشراخ في العلاقات الأسرية ولم يتوقف توسع انتشار الظاهرة على هذه الأماكن فحسب، وإنما توسعت لتشمل حتى الأحياء الجامعية التي يؤكد أعوان النظافة بها أنهم يعثرون في فترات متعاقبة على قوارير الخمر في أماكن رمي القمامة وكذا في المراحيض، ما يؤكد أن أم الخبائث اجتاحت بدورها الحرم الجامعي وتحت غطاء يبقى مجهولا للغاية. الأحياء والشوارع الرئيسية لولاية بجاية أصبحت بدورها مرتعا لمحتسي الخمر ومرمى لقواريرها التي شوهت المنظر العام وجعلت عاصمة الحماديين غارقة وبحق في سيل من أم الخبائث شخصته القوارير الزجاجية وعلب الألمنيوم والكارتونية رغم أن تجارة المواد المسترجعة أصبحت تخفي الكثير منها.