توفي أول أمس المخرج السينمائي المصري الكبير يوسف شاهين بالقاهرة عن عمر يناهز 82 سنة بعد صراع مع المرض دام قرابة شهر ونصف إثر إصابته بنزيف في المخ أدخله في حالة غيبوبة نقل إثرها إلى أحد مستشفيات باريس لتلقي العلاج هناك. يعتبر شاهين من أبرز المخرجين المصريين والعرب واستطاع أن يؤسس أكبر مدرسة سينمائية في تاريخ السينما العربية، تتلمذ على يديه العديد من المخرجين الذين أمدوا السينما المصرية بأفلام تعتبر من أهم الأفلام التي شهدتها الساحة الفنية والسينيمائية منهم الراحل رضوان الكاشف وعلي بدرخان وخالد الحجر وخالد يوسف وغيرهم. تميزت أفلام شاهين التي بدأها بفيلم '' بابا أمين '' في مطلع الخمسينات ببعدها بيتها السياسي وتبنيها لهموم المواطن المصري والصراع الاجتماعي القائم في مصر طوال تجربته أبرزها فيلم '' الأرض '' ، '' العصفور '' إلى جانب فيلم '' هي فوضى '' آخر أفلامه التي أحدثت ضجة في الوسط السينمائي العربي، الفيلم الذي ينتقد فيه بشكل لاذع الفساد في مصر. شاهين الذي عرف بجولاته عبر مناطق العالم كانت الجزائر إحدى هذه المحطات، حيث كانت آخر زيارة قادت المخرج إلى الجزائر تلك التي كانت في شهر ديسمبر 2004 حيث زار خلالها وزارة الثقافة والسفارة الفرنسية كما تم عرض آخر أعماله. يشار إلى أن شاهين عمل أكثر من أربعة أعوام خارج مصر من 1964 إلى 1968 إثر خلافات له مع بعض رموز النظام المصري، وقام خلالها بإخراج عدة أفلام من بينها فيلم '' بياع الخواتم '' للمطربة اللبنانية فيروز. وعاد إلى مصر بوساطة من عبد الرحمن الشرقاوي مؤلف رواية الأرض التي حولها شاهين إلى فيلم بنفس الاسم بعد عام من عودته. للتذكير فإن الفقيد يوسف شاهين من مواليد الإسكندرية 1926 حصل على العديد من الجوائز المحلية والدولية أشهرها جائزة اليوبيل الذهبي من مهرجان كان السينمائي عن فيلمه المصير.