في غياب الأب الروحي للجاحظية الطاهر وطار الذي يرقد في فراش المرض بباريس، تم أول أمس بمقر الجاحظية توزيع جائزة ''مفدى زكرياء المغاربية للشعر العربي ''2009 في دورتها الأولى والتي أرادها وطار أن تكون عربية هذه السنة، كما شدد على القائمين على الجاحظية أن يبتعد الحفل عن البكائية. أعرب الشاعر المصري عبد المنعم محمد العقبي الحائز على جائزة ''مفدي زكرياء للشعر العربي'' عن سعادته بالجائزة، مؤكدا أنها تمثل قيمة معنوية كبيرة لاقترانها باسم رمز من رموز الثورة الجزائرية الكبرى الذي سخر قلمه للنضال وكذا اقترانها باسم الروائي الكبير الطاهر وطار. وجاء اختيار لجنة القراءة المكونة من عثمان بيدي، بن يوسف جديد وعلي ملاحي من الجزائر وعبد الرحمن الربيعي من العراق ونجيب العوفي من المغرب لقصيدة ''البوح في الأرض الحرام '' من بين 121 عمل عربي مشارك من كل من ''الجزائر''، ''المغرب''، ''تونس''، ''سوريا''، ''السودان''، ''الأردن''، ''السعودية'' و''مصر'' بناء على مقاييس عدة من أهمها أن القصيدة مفعمة بالتساؤل الطفولي واحتوائها على الهم العربي عكس المشاركات الأخرى التي اتخذت من الذم السياسي محور مشاركتها. وما أكسب النص الفائز قوة هو توظيفه للغموض البعيد عن الإبهام وخلوه من الأخطاء اللغوية والإملائية التي وجدت في معظم النصوص الأخرى. وتم خلال الحفل الإعلان عن افتتاح النشاط الثقافي لجمعية الجاحظية الذي سيستمر إلى غاية 27 من شهر جويلية المقبل، وسيشمل على نشاطات متنوعة من محاضرات وندوات فكرية ودينية ومواكبة كل ما يجري على مستوى الساحة.