انخفض عدد الإصابات الجديدة بفيروس الايدز بنسبة 17 على مدى الأعوام الثمانية الماضية، بفضل الجهود الرامية إلى إتاحة خدمات الوقاية والعلاج والرعاية والدعم بشكل شامل فيما يخص فيروس الايدز، تسهم في إخراج الايدز من العزلة. تشير البيانات الجديدة الواردة في نشرة ''مستجدات وباء الايدز لعام ,''2009 إلى أنّ الإصابات الجديدة بفيروس الايدز انخفضت بنسبة 17 على مدى الأعوام الثمانية الماضية. وشهدت أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، منذ عام 2001 عندما تم التوقيع على إعلان التزام الأممالمتحدة بشأن الايدز والعدوى بفيروسه، انخفاضاً في عدد الإصابات الجديدة بنسبة 15 تقريباً، ممّا يعني أنّ ذلك العدد تقلّص بنحو 400000 حالة إجمالاً في عام .2008 وفي شرق آسيا انخفضت نسبة وقوع حالات فيروس الايدز بنحو ,25 كما انخفضت تلك النسبة بنحو 10 في جنوب شرق آسيا في الفترة ذاتها. أمّا في أوروبا الشرقية فقد شهد الوباء تراجعاً كبيراً بعد الزيادة الهائلة التي سُجّلت في عدد الإصابات الجديدة بين متعاطي المخدرات حقناً. غير أنّ ثمة علامات، في بعض البلدان، تشير إلى أنّ معدلات الإصابة بذلك الفيروس آخذة في الارتفاع من جديد. ويؤكّد التقرير، الذي صدر أمس عن منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الايدز، على أنّ برامج الوقاية من فيروس الايدز تسهم حالياً في إحداث الفارق، بعيداً عن ذروة الوباء ومساره الطبيعي. وقال ميشيل سيديبي، المدير التنفيذي لبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الايدز، ''إنّ ما يبعث على التفاؤل البيّنات التي في حوزتنا والتي تشير إلى الانخفاضات التي نشهد حدوثها، بشكل جزئي على الأقل، بفضل أنشطة الوقاية من فيروس الايدز. غير أنّ النتائج تبيّن أيضاً أنّ وضع برامج الوقاية لا يرقى إلى المستوى المطلوب في غالب الأحيان وأنّ بإمكاننا دفع عجلة التقدم المحرز وإنقاذ المزيد من الأرواح إذا ما سعينا إلى تحسين عملنا بتوجيه الموارد والبرامج بما يمكّننا من إحداث أكبر الأثر. وفي هذه الإصدارة المزدوجة الأولى يستكشف التقرير المُعنون توقعات برنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الايدز كذلك كيفية إسهام الدراسات المتعلقة ''بطرق العدوى'' في تغيير النهج الذي تتبعه جهود الوقاية من فيروس الايدز. ويستعرض التقرير الجديد، الذي صدر في شكل مجلة، الأفكار الجديدة وأساليب استخدام البيانات التي تم تجميعها في التقرير الوبائي المرفق. إتاحة خدمات الوقاية والعلاج والدعم لمحاربة فيروس الإيدز وتُظهر البيانات الواردة في مستجدات وباء الايدز أيضاً أنّ عدد المتعايشين مع فيروس الايدز، ببلوغه نحو 4,33 مليون نسمة 1,31 مليون 8,35 مليون نسمة، بات مرتفعاً أكثر من أيّ وقت مضى لأنّ المصابين به أصبحوا يعيشون عمراً أطول بفضل منافع المعالجة القائمة على الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية وظاهرة النمو السكاني. بيد أنّ عدد الوفيات المرتبطة بالايدز انخفض بأكثر من 10 على مدى السنوات الخمس الماضية مع تزايد عدد المستفيدين من العلاج المنقذ للأرواح. وتشير تقديرات منظمة الصحة العالمية وبرنامج الأممالمتحدة المشترك لمكافحة الايدز إلى أنّه تم إنقاذ نحو 9,2 مليون نسمة منذ بداية توافر العلاج الناجع في عام .1996 وقالت الدكتورة مارغريت تشان، المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية، ''إنّ زيادة الاستثمار في علاج فيروس الأيدز على الصعيدين الدولي والوطني أسفرت عن نتائج حقيقية يمكن قياسها. ولا يمكننا أن نترك هذا الزخم يتضاءل. فقد حان الوقت لمضاعفة الجهود وإنقاذ المزيد من الأرواح. وتمكّنت المعالجة بالأدوية المضادة للفيروسات القهقرية من إحداث أثر كبير أيضاً في توقي الإصابات الجديدة بين الأطفال، كما بات العلاج متاحاً للأمّهات الحاملات للفيروس ممّا أسهم في منع انتقال العدوى إلى أطفالهن. وبفضل ذلك تم توقي نحو 200000 إصابة جديدة بين الأطفال منذ عام .2001 وقد شهدت الوفيات المرتبطة بالايدز في بوتسوانا، حيث تناهز نسبة التغطية بخدمات العلاج ,80 انخفاضاً بنحو 50 على مدى السنوات الخمس الماضية، كما يشهد عدد الأطفال الميتّمين انخفاضاً كذلك مع تمكّن الآباء من العيش عمراً أطول.