تشكل عمليات زرع القوقعات السمعية وشروطها الفيزيولوجية والتقنية وكذا قضايا المتابعة والتكفل بفئة المستفيدين من عمليات الزرع، موضوع أشغال الجلسات الدولية الثانية التي تجري بعنابة بمشاركة أطباء مختصين في أمراض الأنف الأذن والحنجرة وجراحة الوجه والرقبة من الجزائروفرنسا وبلجيكا ولبنان. ويهدف هذا اللقاء العلمي الذي ينظم بمبادرة من الجمعية الجزائرية لأمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والرقبة، إلى تسليط الضوء على إعاقة الصمم وطرق التكفل بها والتعريف بالطرق الحديثة المستعملة في زرع القوقعات السمعية وتقنيات التأهيل على النطق لتخطي الإعاقة. وركزت معظم مداخلات المشاركين على ضرورة الكشف المبكر عن الإعاقة لضمان التجاوب السليم مع عملية الزرع واسترجاع وظيفتي السمع والنطق. وفي مداخلة تقييمية لعمليات الزرع التي تمت على مستوى المركز الاستشفائي الجامعي بعنابة أشارت الدكتورة جراد ناديا من قسم أمراض الأنف والأذن والحنجرة وجراحة الوجه والرقبة بعنابة، إلى أن هذه العملية التي انطلقت خلال سنة 2007 مكنت إلى حد الآن من إجراء 245 عملية زرع بولايات شرق وجنوب شرق الوطن وذلك من أصل 600 عملية زرع أجريت عبر الوطن. وأوضح العرض التقييمي بأن عمليات متابعة مدى التجاوب مع القوقعة والتدريب على السمع والنطق تجرى بصفة دورية من طرف فرق مختصة، تم استحداثها بعدة ولايات بشرق الوطن. ومن جهته قدم البروفيسور جان بيار بيبار، من فرنسا، عرضا تضمن نتائج عمليات الزرع التي تمت بالمركز الاستشفائي الجامعي بمدينة بوردو الفرنسية، مركزا في هذا الإطار على طرق تشخيص الصمم وتحديد نسبته وتقنيات الجراحة ونوعية أجهزة السمع المناسبة للتكفل بالمريض. وتتضمن أشغال هذا اللقاء العلمي الذي يدوم ثلاثة أيام تقديم 50 مداخلة علمية تتناول آخر المعطيات المتعلقة بزرع القوقعات السمعية وتقنيات صيانة جهاز القوقعة السمعية والصعوبات المرتبطة بالتجاوب مع هذا الجهاز واسترجاع حاسة السمع. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات السيد سعيد بركات، أشرف مساء أمس الجمعة، على افتتاح أشغال هذه الجلسات ودعا المشاركين إلى التفكير في إعداد مخطط وطني للتكفل بالصمم.