يشغل الفعل الثقافي في الوسط المدرسي حيزا معتبرا في بعض المؤسسات التربوية فيما يقل في الكثير منها. هذا ما لمسناه خلال جولتنا الاستطلاعية التي قادتنا إلى مختلف المدارس الإبتدائية ، الاكماليات ، وكذا الثانويات المتواجدة على مستوى بلدية وادي قريش وبلديات العاصمة ، حيث كانت لنا وقفة مع بعض المبدعين الموهوبين الصغار . غير أن ما لفت انتباهنا ونحن نقوم بهذه الجولة الاستطلاعية أن أغلب مؤسسات التربية على مستوى بلديات الجزائر العاصمة يقتصر نشاطها الثقافي على الرسم والأشغال اليدوية التي يقيم من خلالها التلميذ، في حين تغييب الفنون الأخرى كالمسرح والغناء من برنامج المدارس . ثانوية أمزيان طوالبي الثعالبي أوضحت السيدة أورابيا مديرة بثانوية أمزيان طوالبي الثعالبي الكائنة ببلدية وادي قريش بباب الوادي أن مؤسستها تحاول قدر المستطاع وضع مخطط تربوي يتم دراسته بشكل جيد حسب ما تمليه الوزارة الوصية على القطاع التربوي. ويهدف هذا المخطط حسب اورابيا إلى إيجاد صيغ مثلى لإخراج التلاميذ من النمطية و إضفاء نوع من الترفيه على نفسية التلميذ، خاصة تضيف ذات المسؤولة أن هيئتها تحوي طاقات إبداعية تنتظر من يفجرها ، وعليه فقد سطرت برنامجا ثقافيا مميزا منها '' مجلة'' متعددة الأركان موجهة لكل من يعشق الحرف والكلمة المعبرة في مواضيع مختلفة تخص شخصيات تاريخية وأدبية و إسلامية، فضلا عن المشاركة في مسابقات مختلفة تنظمها وزارة التربية عبر ولايات الوطن . وأتمنى تقول أورابيا أن تبرم وزارة التربية اتفاقيات مع وزارة الثقافة لربط الفضاءات الثقافية كالمسرح مثلا بالمدرسة. متوسطة عبد الرحمان القهواجي نفس البرنامج وجدناه في قائمة البرامج السنوي الذي سطرته متوسطة عبد الرحمان القهواجي ببلدية وادي قريش لتفعيل النشاط الثقافي المدرسي استنادا إلى ذاك البرنامج. في حين وجدنا الفعل الثقافي محصورا في الرسم والركن الأخضر أنشطة يقيم من خلالها التلميذ بعلامة معينة، وعليه فهو مجبر للقيام بتلك الأعمال وإلا تعرض للعقوبة، إذن فالفعل الثقافي التربوي إجباري وليس اختياريا. بعدها قصدنا المدرسة الابتدائية محمد الحفناوي وزين الدين بذات البلدية ، حيث ولجنا إليها خفية نظرا لعدم السماح لنا بالدخول إليها من قبل مدير مفتشية التربية لوادي قريش، على الرغم من الإذن الذي تحصلنا عليه من طرف مديرية التربية لولاية الجزائر، بعدها اكتشفنا أن هذه المدارس لم تخصص وقتا معينا للتلميذ يسمح له بالتعبير عما يختلج في صدره، علما أن المدرسة الجزائرية الحالية تسعى لاكتشاف المواهب في كل الميادين، حيث أكد لنا مدراء هذه المؤسسات دون أن يعرفوا بأننا من الإعلام أن البرنامج السنوي لا يحتوي على نشاطات ثقافية فعلية تسمح باكتشاف الطاقات المكنونة في ذهن التلميذ. مواهب تنتظر من يتبناها .. محمد ، يوسف، خالد،عباس ، عقبة، ريما ، صوفيا، مواهب شابة بإمكانهم الإبداع في مختلف الفروع والأجناس الأدبية كالقصة، الشعر، لكنهم لم يجدوا الفرصة لإخراج أعمالهم إلى الوجود، نظرا لعدم توفر مؤسساتهم على منابر مختصة في ذلك.