لم يعد حكرا على فئة الرجال في الجزائر ،بل إن المرأة الجزائرية أضحت تشكل عنصرا مهما في هذا الميدان ،حيث اقتحمت هذا العالم من بابه الواسع في السنوات الأخيرة ، ولو أن النسبة تظل في نظر البعض ضئيلة مقارنة بعدد الرجال، إلا أنها حققت نوعا من المساواة، وهو ما لاحظناه من خلال مختلف القضايا التي تمت معالجتها من قبل المحاكم الجزائرية، فلا يكاد يمر يوم واحد لا تكون فيه المرأة حاضرة من بين المتهمين والموقوفين، وتورطها في الجريمة لم يعد يقتصر على الضرب ،الشتم، وقضايا التخلص من المواليد غير الشرعيين، بل أصبحت المرأة ترتكب جرائم أبشع وأفظع، بعد أن أصبحت تنشط في شبكات مختصة ، في سرقة وترويج المخدرات ،التزوير في محررات رسمية واستعمال المزور، وهو ما يمثل 3 بالمائة من مجموع العدد الإجمالي الموقوف 54 ألف و132لكلا الجنسين على المستوى الوطني. إن تورط المرأة الجزائرية في جرائم القتل ، النصب والاحتيال لم يعد مثيرا للغرابة والتساؤل والاستفسار في المجتمع الجزائري، وباعتبارها أكثر عرضة للضغوطات ومضايقات، وتحرشات جنسية واعتداءات، تصادفها بداية من المدرسة إلى الجامعة والى عالم الشغل وحتى في الشارع ، ناهيك عن الظروف العائلية وخاصة إن كانت تعيش وتتخبط في أسرة، تخلو من الاستقرار والراحة اللذين من المفروض توفرهما داخل الأسرة، فكل هذه الاعتبارات هي السبب في دخول المرأة عالم الجريمة، بكل عدوانية دون تفكير في نتائج وخيمة، متناسية أنوثتها وعطفها وحنانها كامرأة، فهل يوجد هناك فرق في الجريمة بين الرجل والمرأة من ناحية الكم والنوع ''. الجريمة النسوية تتخذ أبعادا خطيرة حسب مصالح الدرك الوطني كشف الرائد''عبد الحميد كرود'' المسؤول عن خلية الاتصال التابعة لمصالح الدرك الوطني بالشراقة في تصريح ''للحوار '' انه تم تسجيل ما لا يقل عن 1878 امرأة متورطة في الجريمة خلال العشرة الأشهر الأخيرة من السنة الجارية، وإيقاف 54 ألف و132 حالة من العدد الإجمالي للموقوفين ، موضحا أن الجرائم التي تقترفها النساء اليوم ليست تقليدية مثل السرقة، الضرب والجرح العمدي والدعارة، بل ثبت تورطهن في الجرائم الاقتصادية،كالتزوير في محررات رسمية واستعمال المزور، التهريب والمخدرات، وحتى القتل العمدي مع سبق الإصرار والترصد، لتسجل المرأة بذلك حضورها في جميع أنواع الجريمة، فيما تورطت أكثر من 1878 امرأة خلال السداسي الأول من السنة الجارية، عدد منهن ارتكبن جرائم قتل، وتتصدر القائمة نساء سطيف، عين تيموشنت، مستغانم، وتلمسان، وكذا العاصمة وميلة،، لتتسلل الجريمة النسوية أيضا إلى بعض المناطق المحافظة والمغلقة مثل تمنراست . وفي مختلف الجرائم على المستوى الوطني، لم يعد حضور الأيادي الناعمة حسب ذات المسؤول يقتصر على الجرائم التقليدية كالسرقة والدعارة، بل سجل تورط النساء في مختلف أشكال الجريمة، حيث أصبحت المرأة تنشط في شبكات مختصة في أخطر الجرائم، مثل سرقة السيارات وترويج المخدرات، التزوير في محررات رسمية واستعمال المزور، ناهيك عن الإجهاض، الخيانة الزوجية، المراودة وغيرها من القضايا .