ميزت جل المهرجانات والتظاهرات الثقافية والفنية التي نظمتها الجزائر خلال سنة 2009 طابع الإقصاء والتهميش لعديد من المبدعين الجزائريين وعلى رأسهم حكيم دكار، الذي لم تعط له فرصة المشاركة ولو بعمل فني واحد خلال المهرجان الثقافي الإفريقي الثاني الذي احتضنته الجزائر هذه السنة، وهو الذي أوصل الفن الجزائري إلى أعلى المراتب حيث صال وجال - بحمار جحا المطاف إلى مشارف قارة آسيا، وأعطى لهذه الأسطورة التراثية العربية طابعها الجزائري. كما تم إقصاء العديد من المخرجين الجزائريين خاصة منهم فئة الشباب التي لم يترك لهم فرصة ابراز مواهبهم سواء في مجال الفن التاسع أو الفن التشكيلي، حيث كانت العديد من الأروقة الخاصة بالفن التشكيلي محظورة على الفنانين المبتدئين لعرض لواحاتهم الزيتية، ومن أمثال هؤلاء رضا بن ديري، مراد توشي، وغيرهم. الاقصاء طال ايضا الشباب المبدع في الفن الرابع على راسهم المخرج المسرحي الشاب محمد إسلام عباس الذي قبل عمله المسرحي بالرفض من قبل دائرة المسرح، وحرم بذلك من المشاركة في تظاهرة القدس عاصمة الثقافة العربية ليجد هذا العرض المميز خارج دائرة اللعبة لاسباب يجهلها صاحبها، على الرغم من أنه يتوفر على خصائص فنية تطابق مقاييس العمل الجاد. ولعل ابرز ما سجلناه من المهرجانات التي نظمتها الجزائرفي 2009 تكرار قائمة الفنانين في كل تظاهرة تقام فالأصوات نفسها التي صنعت الفرجة على الركح الأثري بتمقاد تكرر حضورها في مسرح الهواء الطلق بسيدي فرج في إطار'' ليالي الكازيف''. نفس الفنانين نجدهم يزرون موقع جميلة الأثري بولاية سطيف التي تحتضن كل سنة مهرجانا فنيا عربيا، وتمنح خلاله أوسمة شرفية، إضافة إلى مهرجان الأغنية الأمازيغية التي تجري فعالياتها هذه الأيام بعاصمة الأهقار تمنرست الذي لم ينصف هو الآخر الفنان الجزائري ، وخلاصة القول أن جل الجوائز التي رصدتها الجهات المسؤولة عن إدارة المهرجانات التي لها طابع عربي قد منحت للفنانين العرب على حساب الجزائريين.