رغم أن وزير الصحة سعيد بركات كان من بين الأوائل الذين أخذوا اللقاح الجديد المضاد لوباء أنفلونزا الخنازير، وذلك من باب طمأنة الجزائريين بسلامة اللقاح المستورد من كندا، وكذا من أجل إقناع المواطنين بأن التلقيح ليست له أي انعكاسات سلبية على مستعمليه، إلا أن ذلك كله لم ينفع وما زالت العملية تحتاج إلى حملة تحسيسية واسعة داخل المجتمع . نقول هذا بعدما أثبتت أولى عمليات التلقيح عبر المستشفيات ، أن الأسرة الطبية تحفظت، هي الأخرى، عن تلقي اللقاح بالرغم من أنها مصنفة في صدارة الفئات المعرضة للإصابة بعدوى وباء أش 1 أن 1 ، وهو ما يعني أن حملة التلقيح التي انطلقت أصلا باحتشام شديد تلقت ضربة في الصميم، ومن شأنها أن تجعل المواطنين وتلاميذ المدارس والنساء الحوامل والمصابين بأمراض مزمنة يتعاملون بحساسية مفرطة جدا إزاء لقاح ''أربانريكس '' المضاد لأنفلونزا الخنازير . وإذا كان اللقاح قد أحدث صدمة وسط الأطباء، كما هو الشأن لدى أطباء سطيف الذين طالبوا بسحب اللقاح عقب وفاة طبيبة، فكيف سيكون تصرف عامة الناس، خصوصا وأن الإشاعات التي حامت منذ عدة أشهر حول فعالية هذا اللقاح لم تترك أي مساحة للتفكير والدراسة المتأنية له، ولعل ما عاشه معهد باستور من كر وفر بشأن تحاليل هذا اللقاح، تدفع المواطنين أكثر إلى النفور منه بل وحتى مقاطعته . وبالرغم من أن طريقة تسيير هذا الملف منذ بدايته إلى اليوم تعتبر فاشلة على الرغم من الإمكانات التي وفرتها الدولة وعلى رأسها رئيس الجمهورية لهذا الغرض، إلا أن سوء قنوات الاتصال التي عملت بها وزارة الصحة والهيئات التابعة لها جعلت اليوم ال 20 مليون جرعة لقاح المستوردة معرضة للكساد في مخازن الوزارة، لأن الجزائريين يفضلون ربما الموت بالفيروس عوض الموت باللقاح، أو هكذا يقول لسان حالهم. إن ما جرى ويجري يجعلنا نؤكد بأنه لإقناع الجزائريين وإخراجهم من حالة '' الفوبيا '' إزاء هذا اللقاح، لابد ربما من الاستعانة بخدمات اللاعب الدولي عنتر يحيى للتدخل عبر ومضات إشهارية من أن اللقاح المضاد للأنفلونزا لم يمنعه من تسديد هدف في مرمى المصريين بسرعة 140 كلم في الساعة وأمضت به الجزائر تأهلها لكأس العالم في جنوب إفريقيا.. ربما ضربة عنتر تنفع حيث لم تنفع حملات وزارة الصحة.