مؤخرا ازدادت حالات اغتصاب الأطفال ليس عددا فقط بل وحشية وبشاعة أيضا. فالمجرم المقدم على اغتصاب طفل بريء يجرد نفسه من المشاعر الإنسانية ليصبح وحشا بكل ما للكلمة من معنى ويشبع رغباته بطريقة تنافي الدين والأخلاق، وبشكل يرفضه كل آدمي ذو ضمير ليرضي شذوذه الجنسي ومرضه النفسي. وفي هذا الخصوص اتصلت ''الحوار'' بالدكتور ''يوسف بلمهدي'' للسؤال عن حكم الشرع حول من يقوم بالاعتداء على الأطفال جنسيا فأجابنا قائلا: ''أولا ينبغي أن نعلم بأن الاعتداء مهما كان نوعه محرم، سواء أكان اعتداء لفظيا أو اعتداء معنويا بالضرب أو بشيء آخر، كل هذا محرم عند الله تبارك وتعالى. فالاعتداء الجنسي وكل العلاقات الجنسية التي تقام خارج إطار الزواج حرمها الله. ففعل الفاحشة بين الذكر والأنثى أو اللواط بين الذكور والسحاق بين النساء خطيئة وفاحشة، ويقام الحد على كل من يقوم بارتكابها. كذلك هو الحال في الاعتداء على الأطفال، فهو جزء من هذه الآفة والفاحشة التي ذكرناها سابقا وجزء من الكبائر كالوعيد الذي توعده الله تبارك وتعالى بقوم لوط وكيف كان مصيرهم في النهاية. فهو فعل من أشنع الأفعال التي حتى الحيوان لا يقوم بفعلها مع بعضه البعض فما بالك في استغلال براءة طفل واستدراجه ليتم إيذاؤه جسديا ونفسيا، هذا إن بقي على قيد الحياة. ولذلك فقد وضعت الشريعة الإسلامية جميع التدابير اللازمة لحماية الأطفال منذ صغرهم، وذلك باستبعادهم عن بعضهم البعض حتى في النوم عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ''علموا أبناءكم الصلاة لسبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر، وفرقوا بينهم في المضاجع'' حتى لا يحدث هذا الاحتكاك الذي ربما يؤدي، في يوم من الأيام، إلى علاقة جنسية غير لائقة سواء بين ذكر وأنثى أو ذكر وذكر أو بين جنس وجنس، إضافة إلى عدم ترك الأطفال يختلطون مع أشخاص أكبر منهم سنا لوحدهم قد تسول لهم أنفسهم إيذاءهم، لكن هذا لا يعني أن المجتمع مريض بل ينبغي أن يراعي تلك الآداب ولا يخالفها كما جاءت في النصوص الشرعية وأن يلتزم بها.