سجلت ولاية وهران منذ بداية السنة الجارية 70 حالة اغتصاب معظمها كانت ضد القصر والمراهقين ومن بين هذه الحالات 15 حالة لا تقل اعمار ضحاياها عن 5 سنوات كما استقبلت مصلحة الطب الشرعي على مستوى المستشفى الجامعي بوهران 6 حالات خاصة لطفلين، وفي نفس الموضوع كشفت مصلحة التوليد على مستوى نفس المستشفى أن 8 بالمائة من بين 480 عروس بدون عذرية حسب آخر إحصائياتها، إلى ذلك تكشف أرقام رسمية مستقاة من مصالح الأمن بعاصمة الغرب الجزائري أن 25 طفلا حديث الولادة عثر عليهم ملقون في الشوارع منذ بداية السنة من بينهم إثنان فقط على قيد الحياة، وآخر حادثة سجلت في هذا الإطار تتعلق بطفل حديث الولادة عثر عليه داخل كيس بلاستيكي بأحد شوارع كاسطور. وفي السياق ذاته كشفت مصادر أمنية أنه تم إحصاء خلال السداسي الأول من السنة 144 قضية سجلت بوهران تتعلق بزنا المحارم الدخيلة على المجتمع الجزائري و08 بالمائة من هذه الحالات تتعلق بالآباء ضد أبنائهم و20 بالمائة بين ذوي القربى من أخوال، أعمام، أخوة وأصهار. وتبقى هذه الأرقام والإحصائيات مجرد عينة من الواقع وليس الواقع بعينيه فكثيرة هي الأسر التي تتكتم وتتستر على مثل هذه الاعتداءات خوفا من الفضيحة وأصابع الاتهام وتلويث السمعة وخراب الأسرة. وكثير هم الضحايا الذين لا يلجأون إلى المحاكم لعدم وجود أدلة الإثبات والشهود لأن هذه الأعمال عادة ما تكون بسرية ومناطق معزولة وبعيدة عن الأنظار. وعن الأضرار النفسية التي تخلفها عملية الاعتداء أفادنا أحد الأخصائيين النفسانيين أن ضحايا اليوم كثيرا ما يتحولون إلى شواذ إن لم تكن هناك متابعة نفسية خاصة للأطفال منهم، فالمعتدي عليه غالبا ما يصاب باضطربات نفسية خطيرة حتى على أسرته ينتج عنها تغييرات كبيرة في أنماط التفكير والسلوك أبرزها قطع الصلة بالعالم الخارجي والدخول إلى عالم العزلة والإحباط والانطواء أو الانحراف وتكرار ما حدث مع غيره أو الإدمان عليه. خاصة وأن المجتمع كثيرا ما ينظر إليه بصورة سلبية تزرع في نفسيته الشعور باليأس والغربة، وهذا ما يؤدي على الانتحار أو العداوة تجاه الآخر وعدم القدرة على التواجه مع الآخر. وأضاف نفس المصدر أن انعدام التواصل والحوار في الأسرة والتي تعتبر كل شيء محرما يعد من الأسباب الرئيسية للشذوذ وجميع الانحرافات، فلا بد من أن تكون هناك ثقافة جنسية عبر كل الأسر ومن الضروري أن يعرف الطفل الصواب من الخطأ، وأن تعرف الفتات ما هو الاغتصاب ولماذا وأين وكيف يحدث كي لا تقع في الخطأ، مع تنمية المبادئ الإسلامية والأخلاقية والتي تعد قاعدة الأسر المتماسكة وأساس المجتمعات المحافظة، ولا بد من فرض الرقابة على القصر عند دخولهم إلى عالم الأنترنت ومواقعه الإباحية وحتى عند مشاهدة القنوات الفضائية والتي أدخلت المجتمع في عالم آخر وواقع جديد بعيدا كل البعد عن العقلية الجزائرية، وهو ما يبدو جليا خاصة في طريقة الألبسة والتي تبدو بها الفتاة شبه عارية تدفع بالشباب إلى التحرش بها، خاصة الذين تسيطر عليهم الغرائز والشهوات.