بقرار من هيئة محكمة جنايات العاصمة تم تأجيل قضية المتهمين (ح.م) المكنى ''أبو عبد الله'' و (ح.س) المدعو ''هواري عبد الرحمان'' المرحلين من معتقل غوانتانامو إلى نهاية الدورة الجنائية الجارية، حيث تم تحويلهما بتاريخ 2 جويلية 2008 من طرف السلطات الأمريكية على متن طائرة خاصة وتم استلامهما من مطار العاصمة أين سيتم عرض ملفهما أمام القضاء بموجب الأفعال المتابعين على إثرها جكناية الانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط بالخارج، إضافة إلى تهمة التزوير واستعماله. وعن أسباب الإرجاء فإنها ترجع لمكوث المتهم (ح.س) بمستشفى البليدة لأسباب صحية. يستخلص من التحقيق الذي أجري مع المتهم (ح.م) أن وقائع قضية الحال تعود إلى سنة 1986 عندما سافر هذا الأخير رفقة ابن عمه (ح.ب) وأبنائه إلى العاصمة المالية قبل أن يسافر لوحده إلى مدينة نواكشوط بحثا عن العمل، حيث مكث هناك حوالي 5 أشهر بمسجد قطر بعدها تحصل على جواز سفر مزور مكنه من السفر إلى السعودية أين اتصل بمركز هيئة الإغاثة الإسلامية من أجل الحصول على عمل إلا أن أحد المسؤولين أعلمه بإمكانية الحصول على عمل لصالح هيئة الإغاثة الإسلامية بباكستان، وقد تم التنقل إلى هناك بعد أن تكفلت هذه الأخيرة بجميع المصاريف،غير أنه سنة 1990 تم توقيف نشاط المدرسة الإغاثية الأمر الذي اضطره للرجوع إلى الوطن، حيث اتصل بسفارة الجزائربباكستان التي منحته رخصة الدخول وقد تم التحقيق معه من طرف شرطة الحدود، وفي اليوم الموالي تم إطلاق سراحه كما ثبت أن المتهم سافر سنة 1991 إلى ''بيشاور'' بباكستان مستعملا في ذلك جواز سفره الجزائري وتحصل هناك على عمل بمكتب تعمير التابعة لهيئة إنسانية سعودية. بعد أحداث 11 سبتمبر 2001 التي وقعت بالولايات المتحدةالأمريكية تم توقيف نشاط مؤسسة ''الوفاء'' لذلك عاود الرجوع إلى باكستان بعد أن تركها من قبل متوجها إلى اليمن، حيث بتاريخ 5 جوان 2005 قامت مصالح الشرطة الباكستانية بتحويل جميع الموقوفين من مقر المصالح الأمنية هناك إلى مطار ''بيشاور'' أين تم تسليمهم لمصالح الأمن الأمريكي، بعد ذلك تم تحويلهم رفقة أشخاص آخرين إلى غاية مطار ''باغرام'' بباكستان أين كان يخضع للتحقيق حول علاقته بالجماعات الإرهابية التي تنشط بباكستان ليحول بعدها رفقة حوالي 36 شخصا إلى القاعدة العسكرية الأمريكية بكوبا على مستوى معتقل غوانتانامو أين أخذت جميع بياناته الشخصية كما حقق معه بخصوص علاقته بأحداث 11 سبتمبر ,2001 حيث ثبت أنه تعرف هناك على عدد من الجزائريين. أما بخصوص المتهم الثاني (ح.س) فإن تفاصيل قضيته تعود إلى نهاية شهر نوفمبر ,1999 حينما قرر مغادرة الوطن و الهجرة إلى أوروبا للبحث عن العمل حيث توجه إلى باريس مباشرة بعد وصوله إلى مرسيليا وقد اشتغل كموزع إعلانات إشهارية لدى أفارقة ،غير أنه في ماي 2000 قرر السفر إلى بريطانيا بطريقة غير شرعية وعند وصوله توجه إلى مسجد ''بيكر ستيرت'' أين مكث شهرين، حيث تحصل على عمل بشركة خاصة بالنظافة، في حين خلال سنة 2000 تبين أنه كان يتردد على مسجد ''بوتون فورد هيل'' الواقع بضواحي لندن أين تعرف على 4 أشخاص من جنسية باكستانية الذين طلبوا منه السفر إلى أفغانستان من أجل طلب العلم وأصول الفقه، وقد وافق على عرضهم، حيث وأثناء مكوثه ببيت ''اللقاء '' الكائن مقره ببركرام تدرب على استعمال سلاح الكلاشينكوف ليتم في مارس 2002 تحويله من مطار قندهار إلى مطار باكستان بعد أن وجهت له التهم المذكورة أعلاه و ذلك بعد ان تم علاجه إثر إصابته على مستوى الرأس جراء القصف الأمريكي.