شهدت، أول أمس، قاعة المحاضرات بقصر الثقافة مفدي زكريا عرض شريط وثائقي بعنوان ''العودة إلى الطبيعة'' لمخرجه ربيع رحو، تناول العمل الفني الذي استغرق ساعة من الزمن المخاطر التي تتعرض لها البيئة الطبيعية التي يعيش عليها الإنسان والحيوان. تطرق المخرج ربيع رحو، من خلال عمله هذا الذي أنتجته مؤسسة الكواكب للإنتاج الفني، إلى علاقة الإنسان بالطبيعة التي بدأت تتلاشى حسبه مع مرور الزمن والتطور الطبيعي الذي يشهده كوكبنا الأزرق والتحولات التي طرأت على بعض أجزائه التي تأثرت بفعل بعض التجاوزات التي سببها الإنسان وتأثيرها السلبي على البيئة في شكلها العام. مشيرا في ذات الوقت إلى أن هذا التطور ساهم بشكل كبير في إبعاد الإنسان عن أحضان الطبيعة باعتبارها جزءا أساسيا وضروريا في حياة كل كائن حي، والتي يستوجب على الإنسان الحفاظ عليها من التشوهات التي تلحق بها والتي تعود سلبا على حياتنا الطبيعية. وقع اختيار ربيع على الحظيرة الوطنية الشريعة باعتبارها محمية طبيعية تأوي في جوفها العديد من الحيوانات والطيور والحشرات، وباعتبارها أيضا قبلة لعدد هائل من السياح المحليين والأجانب الذين يؤمون هذه المنطقة السياحية التي تقع في الأطلس البليدي، هذه الرقعة الجغرافية، يقول ربيع، تتعرض يوميا إلى انتهاكات من طرف أعداء الطبيعة الذين يجهلون قيمة هذه الثروة الطبيعية التي تعد هبة الله لمخلوقاته. إن خصوصية ومميزات هذه الحظيرة، يضيف ربيع، التي تحتوي على حيوانات نادرة أثار فضولنا لمعرفة جزء من حياة تلك الحيوانات عن طريق استقصاء طريقة عيشها والدور الأيكولوجي الذي يمكن أن تلعبه للحفاظ على توازن البيئي، وكذا علاقتها مع الطبيعة من خلال تتبع مسار سلوكها. وقد أخذنا اللقلق نموذجا حيث تتبعنا خطاه من يوم ولادته إلى غاية مغادرة عشه وتحرير من والديه. ''من ثم، يضيف ذات المتحدث في لقائه مع ''الحوار''، ارتأينا وضع سلسلة من التصورات التي تفسر مدى أهمية الحفاظ على هذه الحيوانات حتى نحميها من آفة الانقراض''.