أقرت كرستينا ويتاك مديرة قسم الطاقات المتجددة على مستوى الوزارة الفدرالية للطاقة والتكنولوجيا بألمانيا بصعوبة تجسيد مشروع ''ديزرتاك'' الرامي إلى تصدير الطاقة الشمسية من بلدان شمال إفريقيا إلى القارة الأوروبية عبر إنشاء محطات طاقوية جنوب المنطقة المغاربية، حيث أكدت أن المشروع يصطدم بجملة من العراقيل السياسية والمالية التي يمكن أن تحول دون تجسيده على أرض الواقع. وأوضحت كرستينا ويتاك أمس خلال ندوة صحفية على هامش لقاء حول الشراكة الجزائرية- الألمانية في ميدان الطاقات المتجددة بنزل الجزائر بالعاصمة، أن تمويل المشروع يعد أحد العراقيل الكبرى التي تمنع تجسيد مشروع ''ديزرتاك''، حيث يقدر الغلاف المالي المحدد من طرف الشركات الثلاث صاحبة المبادرة بحوالي 400 مليار أورو، مشيرة إلى أن التمويل يلقى على عاتق أصحاب المبادرة وليس على الحكومات الراغبة في الاستفادة من المشروع. وأضافت كرستينا ويتاك أن مبادرة ''ديزرتاك'' التي أطلقتها 3 شركات خاصة من الجزائر، سويسرا، وألمانيا، تتطلب الحصول على موافقة حكومات كلا من بلدان شمال إفريقيا على غرار الجزائر، المغرب وتونس، إضافة إلى عدد من البلدان الأوروبية كايطاليا لتمرير خطوط تصدير الطاقة الشمسية عبر أراضيها، وهو ما يمثل حسب رئيسة قسم الطاقات المتجددة مشكلا سياسيا يتطلب إيجاد حلول له. من جهة أخرى، أكدت المسؤولة أن مشروع ''ديزرتاك'' هو مبادرة خاصة تعد حاليا في طور الدراسة، ولا تحظى سوى بدعم من الحكومة الفدرالية الألمانية التي برمجت سلسلة من اللقاءات الثنائية مع أصحاب المشروع لتدارس إمكانية تطبيقه. وطرحت كرستينا ويتاك إمكانية إقامة شراكات ما بين المؤسسات الألمانية ونظيرتها الجزائرية في مجال تطوير الطاقات المتجددة ببلادنا، خصوصا فيما يتعلق بنقل التكنولوجيا والاستفادة من الخبرة الألمانية التي أضحت أحد المرجعيات الأساسية في هذا المجال، مشددة على ضرورة تحرير المبادرة الفردية وتدعيم الشركات الراغبة في الاستفادة من الخبرة الألمانية. وفي رده على العروض الألمانية لإقامة الشراكات في مجال الطاقات المتجددة بالجزائر، قال رشيد حمودة مدير الكهرباء والغاز والطاقات المتجددة على مستوى وزارة الطاقة والمناجم إن على الشركات الألمانية الاستجابة للشروط الجزائرية الخاصة بالاستثمار الأجنبي، حيث يفترض أن توافق على إقامة شراكة ب 51 بالمائة مع مؤسسة جزائرية، مع قبولها مبدأ نقل التكنولوجيا، والتكوين المستمر للإطارات، فضلا عن تصنيع منتجاتها في الجزائر، وهو ما تحفظت عليه المسؤولة الألمانية التي اعتبرت الاستجابة لهذه الشروط متعلقة بكل شركة على حدى. من جهة أخرى، كشف رشيد حمودة أن الجزائر ترتقب إنتاج 5 بالمائة من الطاقات المتجددة آفاق ,2015 عن طريق التشغيل المتوقع لمحطة حاسي رمل بطاقة إنتاجية تقارب 150 ميغاواط شهر أوت ,2010 إضافة إلى محطة أدرار بقدرات إنتاج تقدر ب 10 ميغاواط في غضون العام .2012