أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف بوعبد الله غلام الله أن موسم الحج الماضي كان ناجحا عكس ما تم الترويج له من بعض الأوساط، نافيا أن تكون هناك إرادة لدى الحكومة للتخلي عن الديوان الوطني للحج والعمرة، ومن جهة أخرى أعلن أن المناقصة الخاصة ببناء المسجد الأعظم سيتم الإعلان عنها في 23 من الشهر القادم. وقال غلام الله أمس بدار الإمام على هامش إشرافه على انطلاق امتحانات توظيف وكلاء الأوقاف ووكلاء الأوقاف الرئيسيين أنه بعكس كل التأويلات المتداولة بخصوص فشل موسم الحاج الماضي فان النتائج المتحصل عليها في الميدان مشجعة جدا رغم تسجيل بعض النقائص الواجب تداركها في المستقبل. وحسبه فان المجلس الوزاري المشترك المنعقد مؤخرا برئاسة الوزير الأول أحمد أويحيي سمح باستعراض جميع المعطيات المرتبة بموسم الحج وأن الملاحظات المدونة في التقرير النهائي أبرزت العديد من النقاط الايجابية مقارنة بالمواسم الماضية منها على وجه الخصوص انخفاض عدد الوفيات، وارتفاع عدد الحجاج الذي أدوا المناسك هذه السنة إلى 35100 حاج أي بفارق 900 حاج فقط عن ''كوطة'' الجزائر وهو الرقم الذي لم يتم إحصاؤه في السنوات الماضية. كما قامت البعثة الطبية التي رافقت الحجاج بعمل ''ممتاز'' حسب الوزير الشيء الذي مكن من معالجة الكثير من الحالات، ومكنت الإجراءات الصحية المتخذة من تسجيل إصابتين فقط بفيروس أ''اتش1 ان''1 المعروف بأنفلونزا الخنازير، قبل أن يتم احتوائها ومعالجتها. ولكن غلام الله تحدث عن بعض النقائص المسجلة، منها على وجه الخصوص مشاكل تقنية بحتة متصلة بتنظيم الرحلات، وبرا في هذا السياق الديوان الوطني للحج والمعمرة من أية مسؤولية مرجعا ذلك إلى تطورات حدثت على مستوى مطارات المملكة العربية السعودية. وحول الأنباء التي روجت مؤخرا عن إمكانية تخلي الحكومة عن الديوان الوطني للحج والعمرة وتوكيل مهمة الإشراف على الحج لوزارة الشؤون الدينية كما هو معمول به في السابق، نفى الوزير مثل هذه الأنباء وأشار إلى أن الديوان يقوم بعمل إيجابي وساهم في تحسين الكثير من الأمور المرتبطة بتنظيم الحج والعمرة، وأن النقائص المسجلة لا يجب أن تؤدي إلى إعادة النظر فيه ولكن يتعين معالجتها. وفي سؤال خاص بمدى تقدم التحضير للشروع في بناء المسجد الأعظم كشف غلام الله عن مناقصة وطنية ودولية سيتم الإعلان عن تفاصيلها في 23 فيفري القادم لاختيار الشركة التي توكل لها مهمة انجاز هذا المعلم الديني. وللإشارة فان الدارسة الخاصة بالمسجد الأعظم تكفل بها مكتب دراسات ألماني، ومن المنتظر أن تنطلق أشغال الانجاز خلال هذا العام، وستنتهي الأشغال به في مدة لا تتعدى 42 شهرا. ويتربع المسجد الأعظم على مساحة تقدر ب 20 هكتارا، وسيكون مزودا بقاعة للصلاة تقدر مساحتها ب 2 هكتار تتسع ل1200 مصل ودار للقرآن تبلغ قدرة استيعابها 300 مقعد بيداغوجي لفائدة الطلبة في مرحلة ما بعد التدرج علاوة على مركز ثقافي إسلامي ومكتبة تضم 2000 مقعد وموقف للسيارات يضم 6000 مكان ومساحات خضراء. كما يتضمن مشروع المسجد قاعة للمحاضرات ومتحف يستعرض 15 قرنا للفن والتاريخ الإسلامي ومركز للأبحاث حول تاريخ الجزائر.