يعد نجاح فيلم الإثارة السياسي ''الكاتب الشبح'' للمخرج المثير للجدل الفرنسي البولندي رومان بولانسكي في الظهور مؤخرا في العرض الأول لمهرجان برلين السينمائي، نوعا من الانقلاب في مجال العلاقات العامة لهذا المهرجان في نسخته الستين. واحتل العرض الأول لفيلم ''الكاتب الشبح'' بؤرة الاهتمام في نسخة هذا العام من مهرجان برلين السينمائي؛ حيث يتناول قصة تشبه الحياة السياسية لرئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير. ويروي فيلم ''الكاتب الشبح'' المأخوذ من رواية الكاتب البريطاني روبرت هاريس قصة كاتب يقوم بدوره الممثل الاسكتلندي إيوان ماكجريجور، استدعي لاستكمال مذكرات رئيس وزراء بريطاني سابق، غير أنه يتعثر في سر مظلم في الخلفية السياسية للزعيم السابق بشكل يضع حياته في خطر. وبشكل ما يقوم الفيلم على فكرة تتواجد في كافة أفلام بولانسكي الأخرى، وهي أن الشخصيات بشكل ما معزولة عن العالم الحقيقي. ولا يختلف ''الكاتب الشبح'' عند المعضلة التي يواجهها بولانسكي حاليا؛ حيث إن رئيس الوزراء في الفيلم يجد نفسه محتجزا في جزيرة ''مارثاس فاينيارد'' بالمحيط الأطلسي وسط تحركات في أوروبا للتحقيق معه بخصوص تورطه في جرائم حرب. وفي الوقت الذي يتشابه فيه الفيلم في بعض الأحيان مع أفلام الإثارة لأفريد هيتشكوك، يرسم ''الكاتب الشبح'' صورة لعالم متشكك وساخر يظهر حول رئيس الوزراء آدام لانج؛ الذي يتوقع له أن يحصل على ثروة مقابل مذكراته. وفي حال غريبة توضح أن الفن يعكس في بعض الأحيان الحقيقة، تزامن الإعداد للعرض الأول للفيلم مع الكشف عن أدلة أمام لجنة تحقيق خاصة في لندن حول ملابسات مشاركة بريطانيا في الحرب على العراق. ويواجه رئيس الوزراء في فيلم ''الكاتب الشبح'' اتهامات بالتغاضي عن اعتقال بعض المشتبه في كونهم إرهابيين، تم بعد ذلك تسليمهم للمخابرات الأمريكية سرا، ويبدو أنهم تعرضوا للتعذيب. وخلال مؤتمر صحفي عقد بمناسبة عرض الفيلم في برلين، لم يخف هاريس والممثلون سرا أن شخصية بلير ساعدت في إلهامهم بأبعاد الشخصية الخيالية لرئيس الوزراء في الفيلم، الذي تم وضع اللمسات الأخيرة عليه، بينما يخضع مخرجه للإقامة الجبرية. ومع ذلك لم يستطع بولانسكي الحائز على جائزة الأوسكار حضور العرض الأول للفيلم في مهرجان برلين، حيث تخضع السلطات السويسرية المخرج (76 عاما) للإقامة الجبرية في فيلا خاصة به، لحين البت في أمر تسليمه إلى السلطات الأمريكية، لتنفيذ عقوبة صدرت بحقه لإدانته باغتصاب قاصر -13 عاما- في سبعينيات القرن الماضي.