و لأنها فنانة من الدرجة الأولى و لان معدنها معدن فنان أصيل و لأنها الأحق بالرد على هؤلاء الفنانين المصريين الذين نادوا بالمقاطعة الفنية للجزائريين على اعتبار أنها واحدة ممن ساهموا في إرساء قواعد الفن الجزائري ارتأينا استطلاع رأيها حول تلك الهجمة الفنية المتهورة و المغرضة للفنانين المصرين فما كان منها إلا أن عبرت عن شديد أسفها ووجعها لما صدر عن الفنانين المصريين بصفة خاصة و الإعلام المصري بصفة عامة قائلة : ' إن أكثر ما أتذكره من الأعمال المصرية التي شاهدتها مثل مصري شهير يقول '' إلي بيته من زجاج ما يرميش جارو بالحجارة '' و بيت المصريين فعلا من زجاج .و حجارة الجزائريين متشبعة بدم المليون و النصف مليون شهيد الذين شتموهم لسبب أتفه من كل ما قيل ، نحن شعب له تاريخه أحبوا أم كرهوا و تاريخنا عقدتهم ..و هنا أريد أن أوضح بأننا لم نأخذ من الفن المصري شيء و أنا شخصيا و بعد خمسين عاما من العمل في الحقل الفني لم يحدث أن تعاملت مع أي فنان مصري لأنهم أشخاص نرجسيون ينظرون للمغاربة بفوقية فارغة لا مبرر لها سوى عقدتهم اتجاهنا. و أنا اليوم اجزم بان فوقيتهم تلك سوف تبقيهم في المؤخرة و لن تغير نظرة العرب إليهم، و هم الذين عرفوا و عبر التاريخ بتحالفاتهم مع الصهاينة ضد العرب و الجدار الفولاذي الذي بنته مصر بينها و بين فلسطين اكبر فضيحة ستطارد الشعب المصري . أما عن المقاطعة الفنية للجزائر فأعود و أقول لسنا بحاجة لوساختهم التي أسموها. و أضيف نحن شعب من الصعب كسره لا نعترف إلا بمن نحب و لو على قطع الأعناق و يكفينا فخرا أننا أصحاب اكبر ثورة تحريرية عرفتها البشرية. ****** تحب.. احب جمهوري لأنه أحبني خلال مساري الفني ووقف إلى جانبي و كان ونيسي في أيام مرضي أحب بلدي بكل ألوانه و طبوعه لأنه أصلي و منبتي أحب الغناء و الموسيقى و أحب سماع السيمفونيات الموسيقية لأنها تشعرني بالهدوء و الاطمئنان و تبقيني في العالم الذي انتمي إليه و هو عام الموسيقى أحب بيتي لان كل زاوية منه تحمل جزء من عمري وذاكرتي أحب كل ما هو جميل لكل ما يطربني اشتاق لصوت الفنان دحمان بن عاشور عبد الكريم دالي الحاج العنقة علية التونسية و كل رفقاء دربي تكره.. اكره الدخلاء على الفن لأنهم شوهوا صورته و قلبوا قواعده و قوانينه اكره الكذب و النفاق و أصحاب السلطة الذين يتسلطون على الضعفاء اكره أن يهمش الفنان في الجزائر و أن يعامل باستخفاف اكره تلك الفساتين التي تغني بدل الأصوات و الفاهم يفهم.