شارك آلاف العمال من أصول أجنبية في مسيرة وأطلقوا بالونات صفراء في الهواء في أول ''إضراب للمهاجرين'' في إيطاليا يهدف للتأكيد على أهميتهم في الاقتصاد والاحتجاج على سياسات الحكومة. إن الهجرة من القضايا الحساسة بشدة في إيطاليا التي تخشى من إسهام موجة متزايدة من المهاجرين من شمال أفريقيا وشرق أوروبا في زيادة معدلات الجريمة وتغيير وجه المجتمع الإيطالي بشكل يتعذر علاجه، ولاقت حملة حكومية ضد الهجرة غير المشروعة شعبية بين الناخبين وقال رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني الذي اتهم اليسار بقبول ''غزو الأجانب'' انه يعارض صراحة وجهة النظر الداعية لإيطاليا متعددة الثقافات. وبعد تعرضه لفضيحة فساد اتهم فيها بعض مساعديه حاول برلسكوني تحويل التركيز إلى الهجرة لحشد الأصوات قبل الانتخابات الإقليمية في وقت لاحق الشهر الجاري، وقال إيدا باندو وهو مهاجر من بيرو يعيش في ميلانو وقد غاب عن عمله تضامنا مع الاحتجاج ''أشارك في الإضراب اليوم ضد العنصرية المؤسسية الموجودة في ايطاليا والتمييز ضدنا نحن المهاجرين. حان الوقت كي نقول كفى''، ومضى يقول ''يحتاج هذا البلد لأن يعي انه لا يمكن الاستغناء عنا وان لنا فائدة.''.، ونظمت مظاهرات في 60 ميدانا عبر أنحاء ايطاليا حيث أطلق المتظاهرون بالونات صفراء في السماء. وأعرب المحتجون عن غضبهم إزاء القوانين التمييزية التي تبنتها حكومة برلسكوني ومنها تحديد سقف نسبته 30 في المئة لعدد الطلاب الأجانب في المدارس وتصنيف الحكومة للهجرة غير المشروعة والمساعدة على الهجرة غير المشروعة على أنها جناية، وفي روما نظم مهاجرون أفارقة من بلدة روزارنو حيث تفجرت في جانفي الماضي أسوأ إعمال شغب عنصرية في ايطاليا منذ الحرب العالمية الثانية مسيرة عبر المدينة. وقال منظمو المظاهرات ان إضرابا مماثلا نظم في فرنسا علاوة على مظاهرات أخرى في اسبانيا واليونان.