قالت سعيدة بن حبيلس، رئيسة الجمعية الجزائرية لترقية المرأة الريفية، إن أهم مكسب تحقق للمرأة الجزائرية في السنوات القليلة الماضية، هو تعديل قانون الأسرة الذي وضع حدا نوعا ما للعديد من التجاوزات، وأعطى دفعا أكبر لحماية الأسرة والطفل والمرأة بصفة خاصة، واتبع بلتعديل قانون الجنسية الذي أعطى للمرأة الحق في منح جنسيتها الجزائرية لمولودها، بالإضافة إلى تمكين الأم الجزائرية في باب الحضانة من قانون الأسرة من التمتع بصلاحيات أكبر في تأدية مهمتها كحاضنة لأبنائها، من خلال السماح لها بالتوقيع على التصريحات الخاصة بالأطفال بعدما اقتصرت على كونها تصريحا أبويا. أما من الناحية السياسية، أضافت بن حبيلس، في تصريح هاتفي ل''الحوار'' قيّمت خلاله وضعية المرأة الجزائرية في ظل التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تشهدها البلاد وما تحقق لها من مكتسبات، لم يتحقق للمرأة الجزائرية على هذا الصعيد الشيء الكبير على أرض الواقع الذي لا يعكس الإرادة السياسية لرئيس الجمهورية والحكومة، فما وضع المادة 31 مكرر من الدستور والمتعلقة بتوسيع حظوظ المرأة أكثر في المشاركة السياسية وفي التمثيل في المجالس المنتخبة. ووضع لجنة تحت إشراف وزير العدل تعمل على تجسيد ما جاء في المادة ميدانيا. وواصلت المتحدثة قائلة، فبالنسبة لقانون الأسرة، لا زالت العديد من النساء حتى مع تعديل قانون الأسرة تطرقن أبواب المحاكم لعدم حصولهن على المسكن بعد الطلاق أو حق الحضانة، أو حتى تحميلهن المصاريف القضائية، كما لازالت المرأة الجزائرية تشكو إقصاءها وتهميشها في الممارسة السياسية، وألقت بن حبيلس في هذا الصدد المسؤولية على الأحزاب السياسية من جهة التي لم تشجع، حسبها، تجسيد ما جاء في القرارات، وحملت المرأة نفسها جزءا من هذه المسؤولية ولامتها، موضحة، إذا لم تفهم المرأة أنها تملك بانخراطها في الأحزاب السياسية ورقة قوية للضغط من أجل تبوؤ مناصب قرار ومسؤولية عليا، من خلال تواجدها بقوة ضمن القوائم الانتخابية، فعدم إيمان المرأة الجزائرية بأن انخراطها في الأحزاب السياسية هو الطريق الوحيد الذي يوصلها على مناصب المسؤولية والقرار، هو ما فتح المجال أمام احتلال الرجال رأس القوائم الانتخابية حتى وإن احتوت تلك القوائم أسماء نساء أكثر منهم كفاءة ومستوى. وفي ذات السياق، قالت إن على المرأة أن تشعر أن بإمكانها أن تشكل ورقة ضغط على الأحزاب. وعبرّت بن حبيلس عن رفضها القاطع لأن تتم ترقية المرأة من باب كونها امرأة، ودعت إلى العمل على ترقية المرأة من زاوية التفكير المنطقي وأخذ بعين الاعتبار مردودية المرأة في جميع المجالات، وأن يكون الاختيار على أساس المقارنة بينها وبين الرجل من ناحية القدرات والكفاءات أيضا.