تواصل بعض القنوات الفضائية الإيرانية خلال هذه الأيام بثها لفيلم يجسد شخصية النبي ''إبراهيم'' عليه السلام، وهو ما أثار ردود فعل غاضبة في الأوساط الإسلامية أكدت عدم جواز تجسيد حياة الأنبياء في الأفلام والأعمال الفنية. وإذا كان الشيعة في أفلامهم ومسلسلاتهم يحرصون على تعظيم مهابة أئمتهم في نفوس المشاهدين، حيث لا يجرؤ ممثل أو مخرج شيعي على تجسيد أحد أئمة الشيعة، ويظهرون الشخصية في صورة نور يتحرك بلا صوت، فإن العكس يحدث مع أنبيائنا الكرام مع الدراما الشيعية والتي نجد فيها تجاوزات كلها إساءات في حق أنبياء الله عليهم السلام. وامتد السيناريو الإيراني في تجسيد أنبياء الله ليطال كل من النبيين الكريمين إسماعيل ولوط عليهما السلام، كما تم تجسيد شخصية السيدة سارة والسيدة هاجر رضي الله عنهما، وصوت سيدنا جبريل عليه السلام، بجانب أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام . وقد حفل الفيلم الأخير بالعديد من التجاوزات منها: عرض عدة مشاهد إعجاب عاطفي متبادل بين النبي إبراهيم عليه السلام والسيدة سارة رضي الله عنها قبل أن يتزوجا، إلى جانب صور لكثير من الأنبياء قام بتجسيدهم ممثلون وممثلات إيرانيون وقدموا الشخصيات بصورة تمثيلية تشوه كثيراً الصورة المثالية المنطبعة عن هؤلاء الأبرار في الأذهان كما ورد في المصحف الشريف. ولعل المشهد الصادم في هذا الفيلم ذلك الذي يجسد ''حفل الزفاف'' بين سيدنا إبراهيم وسارة رضي الله عنها، والذي كان عبارة عن جلوس الممثل المجسد لسيدنا إبراهيم مع الممثلة المجسدة للسيدة سارة، كجلسات العرسان في الكوشة، والدف يزفهما، والموسيقى الصاخبة طوال الفيلم. ولقي الفيلم الذي يستغرق مدة عرضه ساعتين من الزمن نسبة عالية من المشاهدة على القنوات الإيرانية، ويأتي هذا الفيلم بعد موجة الانتقادات التي وجهت لمسلسل أنتجه التلفزيون الإيراني وعرض على قنوات عربية الشهر الماضي، حول حياة النبي يوسف عليه السلام. يشار إلى أن المنتج الشيعي لهذا الفيلم المسيء لأنبياء الله، بصدد بث فضائية خاصة بالأفلام والمسلسلات الشيعية عبر القمرين الصناعيين النايل سات والعرب سات، منتصف هذا الشهر.