استحدثت وزارة الفلاحة والتنمية الريفية مؤخرا لجنة تحكيم وطنية لتذوق زيوت الزيتون وتحديد تشكيلتها، تتولى مراقبة كافة أنواع الزيوت المستخلصة والمسوقة عبر الأسواق الوطنية من عملية الغش التي تطال هذه المادة، والتي كثيرا ما يلجأ إليها المحتالون إما بإضافة الماء أو الزيوت الأخرى التي تختفي بالتجانس ولا تظهر للمستهلك. وجاء في العدد رقم 11 من الجريدة الرسمية لسنة 2010 أن اللجنة تتكون من مجموعة من المتذوقين يتم تكوينهم لهذا الغرض لمدة 3 سنوات قابلة للتجديد، لاسيما التابعين للمركز الجزائري لمراقبة النوعية والرزم وكالمعهد الوطني الجزائري للأبحاث الزراعية وكذا المعهد التقني لزراعة أشجار الفواكه والكروم وممثلو الغرف الفلاحية للولايات. وأكد القرار في نص المادة 5 على ان اللجنة المستحدثة تتولى التقييم الحسي لزيوت الزيتون بهدف تصنيفها، بالإضافة إلى إخضاع المنتوجات للمراقبات الدورية وكذا دورات تجانس معايير التمييز الحسي. ويأتي تشكيل هذه اللجنة لخلق إطار وتصنيف للإنتاج الزيوت لاسيما الزيتون الجزائري أكثر طلبا عالميا نظرا لجودته وقلة نسبة الحموضة به، غير أن العوائق تبقى حائلا بينه وبين الوصول إلى العالمية. وفي هذا السياق، اتخذت الدولة على عاتقها في إطار برنامج التطوير المكثف لزراعة الزيتون ما بين 2009 - 2014 مرافقة الفلاحين فيما يخص إنتاج الشتائل وعملية الزرع مرورا بتجهيزات الإنتاج والتخزين والطاحونات والتعاونيات. لكن هذا يبقى غير كاف رغم توفر الاعتمادات المالية، الأمر الذي يتطلب تنظيم التعاون بين المهنيين النشطين في هذا المجال والتنسيق بين عمال هذا الفرع هما عاملان أساسيان لإعطاء هذا القطاع ديناميكية نمو قوية، لإخراج زراعة الزيتون بالجزائر من طابعها التقليدي الذي يعيق ها في اندماجها في الحيز الاقتصادي، من خلال العمل على كل سلسلة الفرع وضمان الربط بين الإنتاج والتحويل والتسويق. من جهة أخرى، تشير أرقام وزارة الفلاحة إلى تراجع إنتاج زيت الزيتون إلى حدود 34 ألف طن، غير ان هذه الكمية لا تغطي سوى 5 في المائة من الاحتياجات المحلية حيث تضطر الجزائر إلى استيراد كميات كبيرة من الخارج لاسيما تونس واسبانيا بحوالي نصف مليار دولار سنويا. وارتفاع سعر زيت الزيتون خلال الموسم الحالي إلى حدود 450 و550 دينار للتر الواحد، نظرا للتراجع الذي عرفه إنتاج الزيتون هذه السنة مقارنة بالموسم المنصرم، ويزداد إقبال المواطنين خلال فصل الشتاء على شراء كميات كبيرة من زيت الزيتون بسبب فوائده الصحية الكبيرة في علاج بعض الأمراض مثل الأنفلونزا الموسمية والتهاب اللوزتين علاوة على استعمالاته المختلفة في الطهي والتتبيل.