وفت الجزائر بتعهداتها نحو السلطة الفلسطينية من خلال ضخ مبلغ 26.4 مليون دولار لصالح هذه الأخيرة لتكون بذلك أولى الدول العربية رفقة قطر التي تنفذ توصيات القمة العربية المنعقدة شهر مارس الفارط بسرت الليبية. وأفادت وكالة ''وفا'' الفلسطينية أن الأمين العام المساعد للشؤون المالية والإدارية بالجامعة العربية سمير سيف اليزل، قد أعلن أن الجامعة تلقت مبلغ ستة وثلاثون مليون وأربعمائة ألف دولار لدعم موازنة السلطة الوطنية الفلسطينية من الجزائر وقطر، تنفيذا لقرارات قمة سرت الأخيرة. وبيّن سيف اليزل فى تصريح له أمس، أن الأمانة العامة تلقت من الحكومة الجزائرية 4ر26 مليون دولار لدعم السلطة الفلسطينية، وتلقت مبلغ عشرة ملايين دولار من دولة قطر لدعم الشعب الفلسطيني، معربا في هذا الإطار عن تقديره لحرص الجزائر والدوحة، في الإسراع في تلبية دعم الفلسطينيين وتنفيذ قرارات قمة سرت بأسرع وقت ممكن. وأضاف المصدر ذاته، أن سفارة قطر في القاهرة قد أعلنت أن جاسم محمد مبارك درويش القائم بأعمال السفارة بالإنابة قام أمس بتسليم الصك الخاص بالمبلغ عندما استقبله نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية الجزائري أحمد بن حلي. وبحفاظها على أن تكون السباقة في دفع التزاماتها نحو الشعب الفلسطيني تؤكد الجزائر أنها لازلت وفية لشعارها الأبدي القائم على دعم فلسطين ظالمة أو مظلومة. وكان رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة قد أكد خلال حضوره القمة العربية بسرت موقف الجزائر ''الثابت والمطلق من القضية الفلسطينية والداعم لنضال الشعب الفلسطيني في انتهاجه كل أشكال المقاومة لاسترجاع حقوقه المغتصبة كاملة وذلك بقيام الدولة الفلسطينية بعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين حلا عادلا طبقا لقرارات الشرعية الدولية''. وعلى نقيض الالتزام الجزائري بدعم القضية الفلسطينية تواصل الجارة مصر وفقا لمصدر أمني في القاهرة وتيرة أشغال بنائها للجدار الفولاذي مع غزة، حيث أوشكت على الانتهاء من أعمال بناء جدار العار الممتد على طول الشريط الحدودي مع القطاع، مشير إلى أنه لم تتبق إلا مسافة كيلومرات ثلاثة، والتي تعد حسبه - الأصعب لوقوعها بين منطقتيْ صلاح الدين والبراهمة ذات الكثافة السكانية العالية والتي يجتازها العديد من الأنفاق المحفورة تحت الشريط الحدودي. وأكدت وسائل إعلام مصرية أن الملحق العسكري في السفارة الأميركية في القاهرة وعدداً آخر من الدبلوماسيين في السفارة، قاموا بزيارة تفقدية لمنطقة الشريط الحدودي مع غزة، للاطلاع على الإنشاءات الجارية فيها، ومدى تقدم الأشغال بورشات الجدار الفولاذي.