صدر تقرير إسباني مؤخرا يحذر من التجمعات السكانية الناتجة عن تكتل المهاجرين في أماكن تتميز بالفقر والحرمان، وأنها قد تكون مقدمة لارتفاع التطرف وبالتالي العنف والإرهاب الديني مستقبلا. صدر هذا التقرير خلال هذه الأيام ونقلته وكالة الأنباء الإسبانية ''أيفي''، يحمل توقيع مؤسسة الحرس المدني التي تعتبر بمثابة شرطة عسكرية وتتولى مكافحة الإرهاب. ويشكل التقرير جزءا من مخطط للوقاية من الإرهاب الديني الذي ينسب للمسلمين، في حين كانت هناك مخططات أخرى للوقاية من إرهاب منظمة إيتا المسلحة التي تطالب بانفصال إقليم بلد الباسك عن اسبانيا. ويبرز التقرير أن مساهمة اسبانيا في عدد من المهام الدولية لحفظ السلام مثل أفغانستان يجعل البلاد في مرمى المجموعات الإرهابية، ويؤكد التقرير أن المهاجرين بدأوا يتمركزون في مناطق وأحياء معينة، ونظرا لهشاشة الهجرة وارتفاع البطالة فإن بعض التجمعات التي تتميز بالفقر قد تنتج متطرفين سيسقطون في آخر المطاف في فخ الإرهاب. ومن ضمن الإجراءات التي ينص عليها التقرير ضرورة إقامة حراسة خاصة في المناطق القريبة من المطارات لتفادي هجوم الإرهابيين على الطائرات أثناء عمليتي الهبوط أو الإقلاع، ويطالب بحراسة خاصة لنوادي الطيران والمدرجات التي يمكن أن تطير منها طائرات صغيرة وقد تستعمل لأهداف إرهابية. وكالعادة، فقد استاء الكثيرون من المهاجرين من الكشف عن مضمون هذا التقرير، وقال خبير في الهجرة من أصل مغربي فضل عدم الكشف عن هويته إن الحرس المدني مؤسسة ذات مستوى احترافي كبير، كان الأجدر بها أن تحتفظ بالتقرير سرا بين أفرادها بدل تقديمه للرأي العام ومنح المناهضين للأجانب فرصة لربط الهجرة بالإرهاب''. واستغلت بعض الهيئات السياسية المتطرفة مثل حزب ''الديمقراطية الوطنية'' التقرير لشن هجوم على الهجرة، في حين تؤكد جمعيات أخرى أن مثل هذه الأطروحات أصبحت معتادة ولا تأثيرا إضافياً لها على الرأي العام. في حين ترى جمعيات الهجرة أن التقرير يدخل ضمن التهويل وكان من الأحسن عدم الكشف عن مضمونه. ويذكر أن عدداً من بيانات تنظيم القاعدة سواء كان قد هدد اسبانيا بعمليات مسلحة في حالة عدم انسحابها من أفغانستان. يشار إلى أن عدد المهاجرين الجزائريين في اسبانيا يعتبر من أكبر الجاليات في البلاد خاصة وأن الشباب الجزائري يقصد سنويا اسبانيا من أجل الحصول على عمل هناك سواء عن طريق الهجرة السرية أو عن طريق الهجرة المشروعة، ويعيش الجزائريون مع نظرائهم المهاجرين من مختلف دول العالم خاصة الجالية الإسلامية هناك في تجمعات وتكتلات تسمح لهم فيها ببلورة نشاطاتهم في المنطقة.