ندد منتخبون فرنسيون بلديون وجهويون أول أمس في الداخلة بالموقف الفرنسي الذي يعرقل أي قرار لمجلس الأمن الأممي من أجل وضع آلية مراقبة وحماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وأشار رئيس بلدية فيلنوف بيون كوريل بولو في هذا الصدد إلى أن ''موقف الحكومة الفرنسية إزاء هذه القضية (توسيع مهام المينورسو لمراقبة حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة) يتنافى مع قيم وتاريخ فرنسا. كما أضاف ''نحن ننتظر اليوم من فرنسا موقفا أفضل في مجلس الأمن''، معتبرا أن ''فرنسا بلد يوجد في فترة من تاريخه يحتل فيها مكانة من حيث تفهمه لحقوق الإنسان واحترامه للحرية''. وأشار نفس المتحدث أنه ''تفهم تعترف به البلدان الأخرى''، مضيفا أن ''فرنسا تظل مسموعة حول مسألة احترام الحريات''. كما أعرب عن رغبته في هذا السياق بأن يلتزم المجتمع الدولي وفرنسا بمسار لتسوية القضية الصحراوية في ظل احترام قرارات الأممالمتحدة. وطالب رئيس بلدية فيلنوف أيضا فرنسا بالتزام ''الحياد'' الذي سيسمح للمجتمع الدولي بوضع قرارات تتضمن تنظيم استفتاء حر وعادل لتقرير مصير الصحراء الغربية. ومن جهة أخرى أعرب ذات المتحدث عن رفضه لنظام يجعل شباب صحراويين في ربيع العمر لا يعرفون حياة غير تلك يعيشونها في مخيم اللاجئين، مشيرا إلى أنه ''من غير الممكن أن يقبل أي ديمقراطي هذا الوضع المريع''. كما أكد المنتخب البلدي لبلدية روليو بمنطقة ليون من الحزب اليميني الاتحاد من أجل حركة شعبية فرانسوا ديبيول من جهته عدم تفهمه لموقف الحكومة الفرنسية حيال القضية الصحراوية.كما أوضح أن الأمر يتعلق هنا بمسألة ''عادلة'' لا يتم التطرق إليها كثيرا لدينا. وقال ''خلال زيارتي الأولى إلى مخيمات اللاجئين أثار اهتمامي التنظيم الجيد للمخيمات وبالخصوص معاناة الشعب الصحراوي''. واعتبر أن ''هذه الوضعية (المعاناة) غير مقبولة''، متسائلا في ذات الإطار حول الموقف ''غير المشرف'' للسلطات الفرنسية على مستوى مجلس الأمن الأممي بخصوص المسألة الصحراوية. ولدى إبرازه ''نقص اهتمام'' وسائل الإعلام الفرنسية ''بكفاح الشعب الصحراوي العادل'' أكد دبيول أنه سيستوقف هيئات حزبه حول الموقف الرسمي الفرنسي فور عودته إلى ريليو. وأعرب منتخب جيفور بضواحي مدينة ليون ومسؤول عن الهيئات المحلية للحزب الشيوعي الفرنسي ريمون كومباز عن تضامنه مع النداء الموجه للهيئات الأممية لتنفيذ آلية مراقبة وحماية حقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة، معتبرا أن ''موقف الحكومة الفرنسية لا يعكس الرأي الوطني في هذا البلد''. وأشار أن ''فرنسا لازالت تواصل دعم موقف المغرب وتقوم بذلك علنا على مستوى منظمة الأممالمتحدة''، مضيفا أن ''هذا التصرف يستحق التنديد بما أن فرنسا تملك تجربتها الخاصة بها في مجال الاستعمار''. وأشار من جانبه ''لقد اندهشت شخصيا للتنظيم الجيد لمخيمات اللاجئين''، مصرحا أن ''دور المنتخبين المتواجدين في مدينة الداخلة يتمثل في رفع صوت الشعب الصحراوي في فرنسا''.من جهة أخرى أيد 107 منتخب بلدي وجهوي فرنسي يقومون بزيارة لمخيم اللاجئين الصحراويين مقترح توجيه نداء للأمين العام للأمم المتحدة ولمجلس الأمن لمساندة المطلب الصحراوي بوضع آلية مراقبة وحماية لحقوق الإنسان في الأراضي الصحراوية المحتلة. وسيتم توجيه هذا الاقتراح الذي طرحه نائب رئيس اللجنة التنفيذية للأحياء والحكومات المحلية المتحدة لإفريقيا الطيب زيتوني على هامش الندوة بالداخلة حول ''التجربة الديمقراطية في تسيير مخيمات اللاجئين الصحراويين'' في الوقت الذي يتم فيه مناقشة القضية الصحراوية على مستوى مجلس الأمن الأممي إلى عضو معين في هذه الهيئة ل ''موقفه المساند المفتوح للمحتل المغربي''. كما يطالب المنتخبون الموقعون على هذه الرسالة بتنفيذ القرارات السديدة للأمم المتحدة المكرسة لحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره من خلال استفتاء شفاف ومنتظم. كما استوقفوا من خلال هذه الرسالة أيضا منظمة الأممالمتحدة ''بصفتها راعية السلام والأمن في العالم للتحرك من أجل وضع حد لتعنت السلطات المغربية وتجميدها لمسار المفاوضات''. يذكر أن وفدا من 107 منتخب بلدي وجهوي من مناطق فرنسية عديدة منها منطقة رون الب وايل دو فرانس (باريس) والوسط (فيرزون) ولورين (ليون) ومنطقة باكا (مرسيليا) ولا موزيل يقوم بزيارة لمخيم اللاجئين الصحراويين منذ يوم الثلاثاء الماضي.