بديكور بسيط بساطة المجتمع الجزائري التقليدي صنعت ملامحه آلة النسيج وقطع الصوف المتناثرة على خشبة مسرح الموقار، وقّعت المخرجة ''صونيا''، أول أمس، آخر أعمالها المسرحية الذي حمل عنوان ''رأس الخيط'' في عرضها الشرفي الأول بقاعة ''الموقار'' والتي تندرج في إطار فعاليات ''المهرجان الوطني الأول لإبداعات المرأة ''. بكلمات مستوحاة من اللهجة الجزائرية ''في زمان ماهو بعيد ماراح من البال كثر فيه الهول راح العز وجاء فيه كل شيء... وشحال نعيا نحكي لي كان في البال...'' راحت الممثلة عايدة قشود تنسج الخيوط الأولى ل''رأس الخيط'' رفقة الممثلة الشابة ''ليديا العريبي'' في حوار تراجيدي بين الماضي الذي جسدته الجدة والحاضر الذي عكسته عويشة التي كانت بمثابة المرآة العاكسة للجدة التي طالما حثت على الحفاظ على التراث الجزائري وحماية الوطن بالغالي والنفيس من أجل عزه وكرامته. وتواصل العرض المسرحي في سرد حياة ''عويشة'' الشابة التي لطالما تشبثت بماضي الأجداد الذي اعتبرته إرثا يجب الحفاظ عليه وأن تكون وفية للرجل الذي يعاهدها على صون أمانة الأجداد والحفاظ على إرثهم من الزوال والاندثار. ويتواصل إقبال الخطاب على عويشة واحدا تلو الآخر والذي جسد أدوارهم الممثل صابر عميور... ويستمر الأمل. بعد حوالي ساعة من الزمن أسدل الستار على هذا العمل المسرحي بتثبيت ''المنسج'' الذي رفعته الراية الوطنية الجزائرية بألوانها الباهية: الأبيض للسلام، والأخضر للأرض والأحمر دم الشهداء الأبرار الذين ضحوا بالغالي والنفيس لأن تحيا الجزائر حرة مستقلة. ورغم قصر فترة تحضير العرض، حسب ما أوضحه طاقم العمل المسرحي ل''الحوار''، إلا أنهم عملوا كل ما بوسعهم لتقديمه في شكل جيد يليق بالموضوع المعالج وتبليغ الرسالة على أحسن وجه للجمهور الذي غصت به قاعة الموقار. هذا ومن المحتمل أن تدخل المخرجة صونيا بعض التعديلات على هذا العمل المسرحي، حسب ما علمت به ''الحوار'' كإضافة مقاطع شعرية لشاعر الثورة الجزائرية ''مفدي زكرياء'' لإعطائه نفسا آخر يعكس بعد هذا العمل المسرحي. ح. ح