على هامش المهرجان الثقافي الأوّل لإبداعات المرأة، احتضنت قاعة ''الموقار'' مسرحية ''رأس الخيط'' بحضور محبي الفن الرابع الذين استمتعوا بما اقترحته المسرحية القديرة صونيا عن نصّ لنجاة طيبوني وإنتاج المسرح الجهوي لسكيكدة، وكان ''رأس الخيط'' ترجمة لنضال وصبر المرأة الجزائرية في وجه مختلف المآسي التي عاشتها. وبرعت الفنانتان عايدة قشود (الجدة) وليديا لاغيني (عويشة) في تجسيد النصّ على الخشبة، حيث يحكي حياة ''عويشة'' التي بقيت متشبثة بماضي الأجداد الذي اعتبرته أمانة في عنقها ووفية للرجل الذي يعاهدها على صون أمانة الأجداد وإرثهم، فالبطلة ''عويشة'' أبت أن لا تتزوّج إلاّ بالرجل الذي يعاهدها على صون أمانة الأجداد وإرثهم ورغم أنّ الخاطبين لم يكفوا عن دقّ بابها إلاّ أنّهم كانوا يذهبون دون رجعة لأنّ الأمانة كانت ثقيلة ولم يكن بوسعهم الحفاظ عليها، وظلت ''عويشة'' تندب حظّها الذي لم يسعفها لتتزوّج وتنجب الذرية الصالحة التي ستحافظ على الموروث الذي رمز له ب''المنسج'' و''المرآة المحاطة بالصدفات''. وبالإضافة إلى القدرات التعبيرية للممثلين الذين اعتمدوا في هذه المسرحية على الكلمات الموزونة وحاولوا إبراز أهمية التمسّك بالقيم القديمة التي نشأ عليها الأجداد وتعاملوا بها في حياتهم، كان الديكور منسجما مع الموضوع بحيث كانت أرضية الركح مغطاة بصوف الغنم التي كان القدامى ينسجون منها مجمل الأدوات التي تستعمل في الحياة اليومية ونصب أيضا المنسج الذي كانت ''عويشة'' تداعبه بأناملها في لقطات استعراضية على أنغام موسيقى تراثية أصيلة. المسرحية تمّ إنجازها في ظرف قصير بطلب من محافظة المهرجان الثقافي لإبداعات المرأة التي ارتأت أن يكون المسرح حاضرا في المهرجان والذي خصّصت طبعته لهذه السنة لحرفة النسيج، وقالت صونيا في تصريح صحفي إنّ النص كان رمزيا وموحيا بحيث يمكن التصرّف فيه أثناء عملية الإخراج وأضافت أنّها اختارت أن يكون ديكور المسرحية بالصوف وخيوط النسيج حيث غطّت الخشبة بالصوف الذي يرمز للسلام والخير، وأضافت صونيا قائلة ''لا يمكن أن نتخيّل الجزائر إلاّ بالمرأة لأنّ المرأة في تاريخنا وفي بلادنا رمز كبير فالمسرحية فيها شخصية امرأة تحكي عن حياتها الشخصية ومن ورائها حكاية هذا الوطن''