قال المخرج المسرحي محمد فريمهدي إن تجربته في ميدان الإخراج المسرحي جعلته يقرر التحدي وأن لا يتراجع إلى الوراء، وأن يبتعد عن الارتجالية في الإخراج''. عن أسباب اختيار ''عرض الدقائق ال 20'' ضمن العروض المتنافسة في المهرجان الوطني للمسرح المحترف، يحدثنا فريمهدي في هذا اللقاء الذي خص به ''الحوار''. هل كنت تتوقع حظوظ مسرحية ''الدقائق ال 20 '' في دخولها ضمن المنافسة الرسمية؟ أبدا لم أتوقع اختياري ضمن العروض المنافسة أمام المستوى المتميز الذي ظهرت به الفرق السبعة المتبارية، لأن اختيار العرض لم يكن مرتبطا بأهمية العمل الفني وإنما بأشياء أخرى لا يمكن ذكرها، بالإضافة إلى ضرورة توفير الخصائص الفنية. لكن فنيا كنت أتوقع أن تكون من الأوائل بعد مشاركتي ضمن مهرجان المسرح المحترف لسيدي بلعباس، حيث واجهنا منافسة شديدة من بين العروض المشاركة. على أي أساس تم اختيار عرضك من قبل لجنة التحكيم لمهرجان سيدي بلعباس؟ العمل المسرحي يبدأ من اختيار النص الجيد، و''الدقيقة ال 20'' تتوفر على عدة خصائص فنية تصنع العرض، المسرحية من النوع الدرامي بأتم معنى الكلمة، وهي ناطقة باللغة العربية الفصحى، أما السينوغرافيا فهي للأستاذ حليم رحموني وهو معروف بإتقانه لهذه المهنة، بالإضافة إلى ذلك فقد سبق وأن خضت تجربة الإخراج من قبل ومكنتني هذه التجربة من إحراز عدة جوائز في مقدمتها جائزة أفضل إخراج مسرحي بمهرجان المسرح المحترف بالأردن عن مسرحية ''مسافر ليل''. وهذا التتويج اعتبرته مسؤولية وتحديا وأن لا أتراجع إلى الوراء، وأن أبحث دائما عن النص الذي يمكنني على الأقل في الظهور في المستوى الذي ظهرت به خلال المهرجانات العربية التي شاركت فيها، وأن لا أستعمل الطريقة الإرتجالية في الإخراج المسرحي بل أتحرى الكثير من النقاط الإيجابية وأحتاج إلى وقت كبير حتى أستلهم الأمور الفنية التي تسمح لي بخوض تجربة أخرى. هل تعتقد أن يتوج هذا العرض بإحدى جوائز هذا المهرجان؟ أعلم أن المنافسة ستكون شديدة أمام هالة العروض الجيدة التي دخلت في المنافسة، لكن نبقي على حظوظنا، وأتمنى أن يكون هذا العرض من بين العروض التي ستفرض نفسها بقوة. سنكون إن شاء الله ضمن الأوائل وسنحرز على الأقل جائزة أو جائزتين. ماذا حدث في ''الدقائق ال 20''؟ ''الدقائق ال20'' عمل مسرحي درامي يطرح عدة قضايا فلسفية، ويعتني بكثير من الجماليات والأخلاقية، يروي قصة شاب وسيم يبحث عن طريقة ليخلد جماله الظاهر حتى لا يشيخ، وهوكذلك يلتقي شخصية يحسب أنها سوف تلبي له ما يطمح إليه وهو اللور هنري الذي يعده بأن يحقق له ما يريد لكن شرط أن يتخلى عن قيمه ومبادئه ولا يراعي شعور الآخرين وأن ينغمس في الملذات الحسية ويبيع ذمته. يقوم الرسام برسم لوحة فنية لهذا الشاب فينعكس عليها باطنه القبيح ونفسه الشريرة، بدل جمال وجهه الحسن، بعدها يكتشف الشاب أن الجمال الحقيقي جمال النفس والروح وهي السمات الباقية مهما تقدم سن الشخص، أما جمال الوجه فهو زائل لا محالة. والعرض يحمل رسالة أخلاقية تربوية. ن. س