بعد مضي 18 يوما فقط على الإعلان الرسمي في مقر الحكومة البريطانية بداونينج ستريت عن تحالف أشبه بزواج سعيد، اتضح أن الائتلاف الحاكم في بريطانيا بين حزب المحافظين والديمقراطيين الأحرار هو أقصر شهر عسل سياسي. وعاد الائتلاف إلى أرض الواقع الوعرة بعد الرحيل المحرج لديفيد لوز النجم الصاعد من الديمقراطيين الأحرار وأحد مهندسي الائتلاف، بسبب مزاعم إساءته لنظام النفقات البرلمانية، وتصاعدت حدة الأزمة التي واجهها لوز بعد كشف حقيقة أن مالك العقارات الذي كان يسدد له الإيجار نظير استئجار منزلين والذي بلغ 40 ألف جنيه استرليني ''57800 دولار'' على مدى ثمانية أعوام، هو شريك له في علاقة جنسية مثلية لفترة طويلة. وقال المدافعون عن لاوس في أول الأمر إن كلمة ''شريك'' لا تعني كلمة ''زوج''، وهو مصطلح يستخدم في لوائح النفقات المطبقة منذ عام، 2006 والتي تحظر على وجه التحديد دفع نفقات إلى الأزواج، وقال لاوس في رسالة استقالته ''لا أعرف كيف يمكنني الاستمرار في عملي بشأن الميزانية ومراجعة الإنفاق، في الوقت الذي يتعين علي التعامل مع التداعيات الخاصة والعامة لما انكشف مؤخرا''، وكان ديفيد يعتبر من الصقور الساعين إلى وضع حد للعجز، حيث لم يستغل الوقت سريعا في تحديد 6 مليارات جنيه ليتم خفضها بشكل فوري خلال الأسبوع الأول له في منصبه، وكمساعد لجورج أوزبورن، وزير الخزانة المحافظ، بدا أن لوز وقد ترك بصمته كمسئول ''فعال وصارم'' من نوع المسئولين الذين تحتاج إليهم البلاد في الأوقات الاقتصادية الصعبة، وكما لو كان ضعف الخبرة ليس ضربة كافية في حد ذاتها، فإن مزاعم إساءة لوز استعمال نظام النفقات البرلمانية بدت كصفعة إضافية على وجه ''السياسة الجديدة'' التي تعتمد على الصدق والنزاهة التي أعلن عنها زعيما الائتلاف ديفيد كاميرون ونيك كليج، وفي الواقع، ساهمت دعوة كليج خلال الحملة الانتخابية إلى ''تنظيف البرلمان'' في تعزيز شعبيته، وكان يتباهى بعدم تورط أي شخص ''من الديمقراطيين الأحرار'' في فضيحة العام الماضي التي انتشرت على نطاق واسع بشأن إساءة استعمال النفقات البرلمانية، ولكن في حين، رفض كاميرون وكليج الموافقة على رحيل لوز كان المعلقون واضحين منذ البداية، وقال أحد المحللين ''إنها تصبح مسألة مصداقية.. لا يمكنك أن تترك شخصا يقول للدولة أن تخفض النفقات وهو متهم بإساءة استغلال أموال دافعي الضرائب لتحقيق مكاسب خاصة''، وبالنسبة لرئيس الوزراء ديفيد كاميرون، فإن بقاء لوز كان سيعني استمرار فضيحة الإنفاق معلقة فوق إدارته مثل سيف ديموقليس، ومع ذلك، قال كاميرون اثناء الاعتراف بالخسارة إن لوز ''رجل طيب وشريف'' ومن الممكن ''في الوقت المناسب'' أن يعود إلى مقاعد الحكومة.