حقق المحافظون حلمهم في رئاسة الحكومة البريطانية بعد 13 سنة من هيمنة حزب العمال بتثبيت زعيمهم ديفيد كامرون رئيسا جديدا للوزراء خلفا لغوردن براون الذي لم يستطع الحفاظ على منصبه بعدما فشل حزب العمال في استقطاب الديمقراطيين الأحرار. وأعلن قصر باكينغهام ليلة الثلاثاء إلى الأربعاء أن الملكة إليزابيث الثانية سمت كامرون رئيسا للحكومة ليصبح أول زعيم للمحافظين يتولى المنصب منذ عام 1997 وهو التاريخ الذي فاز أثناءه زعيم حزب العمال آنذاك طوني بلير على منافسه المحافظ جون ميجور. وبمجرد ولوجه مكتبه في 10 داونينغ ستريت باشر كامرون في تشكيل حكومة ائتلافية مع حزب الديمقراطيين الليبراليين الذي فاز بعدة حقائب وزراية. وتكتسي هذه الحكومة صبغة تاريخية كونها أول حكومة ائتلافية تعرفها بريطانيا منذ عام .1945 كما عين زعيم الديمقراطيين الليبراليين نيك كليغ في منصب نائب رئيس الوزراء وعبر عن أمله في"أن تكون هذه بداية لسياسة جديدة، لقد كنت أؤمن دوما بالتنوع والتعددية حيث يلتقي سياسيون من مختلف التوجهات للتغلب على خلافاتهم من أجل تحقيق حكومة جدية خدمة للصالح العام''. واختير جورج أوزبورن النائب عن الحزب المحافظ لتولي منصب وزير الخزانة إلى جانب الزعيم السابق للحزب ويليام هيغ الذي سيتولى وزارة الشؤون الخارجية في حين حصل الديمقراطيون الليبراليون على أربعة حقائب وزارية. وتمكن ديفيد كامرون من إقناع نيك كليغ زعيم الحزب الديمقراطي-الليبرالي بالانضمام إلى ائتلافه الحكومي وأكد أن الطرفين سيضعان خلافاتهما جانبا خدمة للصالح العام. ووصفت الصحافة البريطانية الصادرة أمس تعين ديفيد كامرون رئيسا للوزراء بالحدث التاريخي كونه أول محافظ تمكن من بلوغ هذا المنصب منذ 13 سنة في وقت استطاع فيه الديمقراطيون الليبراليون من كسر القاعدة المعروفة بهيمنة احد الحزبين المحافظ أو العمالي على كرسي قصر عشرة داونينغ ستريت وأصبحوا ورقة هامة في أي ترتيبات في الحكومة الجديدة. وافتتحت معظم الصحف بصورة لزعيم المحافظين رفقة زوجته وهما يحييان الجمهور من أمام باب عشرة داونينغ ستريت. وبينما عنونت صحيفة "دايلي تلغراف" المحافظة افتتاحيتها ب"كامرون وزيرا أولا" مشيرة إلى انه شكل ائتلافا تاريخيا مع الديمقراطيين الليبراليين قدمت صحيفة "صن" الأكثر شعبية في بريطانيا الوزير الأول الجديد على انه الأفضل في العالم. من جانبها عنونت "تايمز" افتتاحيتها "تبني التغيير" وقالت أن زعيم المحافظين فتح عهدا جديدا في الممارسة السياسية ولكنها حذرت من أن الحكومة الجديدة ينتظرها عمل صعب. وعلى نقيض ذلك حذرت صحيفة "الغارديان" من تولي زعيم المحافظين رئاسة الحكومة وأكدت أن المملكة المتحدة خطت خطوة نحو المجهول بتشكيل حكومة ائتلافية هي الأولى منذ الحرب العالمية الثانية. وتباينت أراء المحللين حول هذا التعايش بين المحافظين والديمقراطيين الليبراليين بخصوص إمكانية استمراره أو انهياره ففي الوقت الذي اعتبر فيه محللون تحالف كامرون كليغ بأنه "فجر جديد" طرح آخرون تساؤلات حول استمرارية ما وصفوه "بتزاوج ضد الطبيعة" بالنظر إلى حدة الخلافات القائمة بين الجانبين حول قضايا هامة مثل الاقتصاد والعلاقة مع الاتحاد الأوروبي. وذهبت توقعات بعض المحللين إلى فشل هذا التحالف في السنوات القليلة المقبلة مما يستدعي حسبها الدعوة إلى إجراء انتخابات مسبقة في آفاق .2013