كشفت دراسية ميدانية أعدتها جامعة برشلونة ودامت عشرة أشهر أن العديد من أصحاب المحلات والعمارت أو حتى الجامعات يقومون بأفعال عنصرية ضد المهاجرين المنحدرين من أصل جزائري أو مغربي رغم أن القوانين الإسبانية لا تسمح لهم بذلك. وأوضحت هاته الدراسة حسب ما تداولته وسائل إعلامية إسبانية أمس أن الجزائريين والمغربيين وكذا المهاجرين الفقراء يتعرضون لأفعال عنصرية من طرف المواطنين الإسبان المقيمين ببرشلونة. مبينة أن أصحاب أماكن الترفيه من مقاه وملاه أو أماكن تسلية يلجأون إلى استخدام قضبان للحديد في أبوابهم قصد عدم تمكين هؤلاء المهاجرين من الدخول إلى الأماكن المتواجدين بها، ومضيفة أن المغربيين والجزائريين يمنعون من ولوج هاته الأماكن بسبب الملابس من خلال تحجج أصحاب المحلات أو الملاهي بأن ألبستهم غير لائقة أو أنهم لا يملكون بطاقة دعوة للحضور، مبينة أن التعامل معهم يكون في كثير من الأحيان أساسه رأس المال وكذا الأفكار الخاطئة التي يحملونها في حق الجزائريين والمغربيين. وأفادت هذه الدراسة أن المهاجرين يمنعون حتى من الدخول إلى الجامعات بسبب ألبستهم، مضيفة أن عدم حب الإسبانيين لتواجد الجزائريين والمغربيين معهم في أماكن التسوق واللهو لا يتوقف فقط عند كبار السن أو أصحاب الطبقة الارستقراطية أو ذوي المستوى التعليمي المتدني، بل إن الحال نفسه عند طلبة الجامعات والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و35 عاما الذين يعدون من بين أهم رواد هاته الأماكن، ومشيرة إلى أن السلوكات نفسها يقوم بها من ينتسبون إلى الطبقة المثقفة أو إلى الطبقة المتوسطة. وذكر الباحثون في تقريرهم أن آخر الوسائل العنصرية المستخدمة ضد المهاجرين القادمين من شمال إفريقيا هي الكاميرا، كونها وسيلة حديثة وفعالة، كاشفين أن أصحاب الملاهي والمحلات يعتبرون أن هذه الفئة المهاجرة مصدرا للإجرام والعنف وذلك بسبب أفكار عنصرية مسبقة تحركهم حسبما بينت الدراسة. وفي سياق ذي صلة، أفادت صحيفة '' الموندو '' في عددها الصادر أول أمس أن استطلاعا أجري بين 15 و21 جويلية الماضي قد كشف أن 68.6 في المائة من الإسبان يعتقدون أن في اسبانيا الكثير من المهاجرين، مشيرة إلى أن المهاجرين يمثلون ثالث مشكلة في إسبانيا بعد الاقتصاد والبطالة.