باشرت عناصر الجيش الموريتاني في الفترة الأخيرة مناورات في شمال البلاد بمحاذاة حدودها مع مالي في خطوة منها لتجنب خطف رعايا أجانب جدد على مستوى أراضيها من قبل جماعات إرهابية. وأفادت وكالة رويترز أن قوات الأمن الموريتانية المتمركزة في شمال البلاد بالقرب من الحدود مع مالي بدأت في الآونة الأخيرة في مناورات تدريبية تهدف لوقف الهجمات المتزايدة التي يتعرض لها سائحون غربيون من التنظيم الإرهابي الذي يسمي نفسه ''القاعدة في بلاد المغرب''. وبيّن المصدر ذاته أنه تم تكليف وحدات من الجيش بتشديد المراقبة بمناطق الحدود وإطلاق النار بعد التحذير لأي مشتبه بهم يعبرون تلك المناطق، ومعلوم أن مساحة منطقة لمغيطي العسكرية في محافظة تيريس زيمور بشمال موريتانيا تبلغ 300 كيلومتر، وطولها من الشمال إلى الجنوب 650 كيلومتر وتشمل مناطق أدراروتاجانت وتيريس زيمور. ويتولى القائد العسكري سيدي أحمد ولد شيخ قيادة مجموعة التدخل الخاصة الثانية في تلك المنطقة. وقال ولد شيخ ''إنها منطقة حدودية عريضة مفتوحة بصفة خاصة من جهة مالي في الشمال والناس يستطيعون التسلل في أي وقت عبر هذه الحدود. لكننا أيضا نسيطر على المناطق التي يكثر العبور منها والتي يرجح استخدامها للتسلل إلى داخل البلاد''. وتشير استخبارات بعض الحكومات الغربية إلى أن مقاتلين يرتبطون بتنظيم ''القاعدة في بلاد المغرب'' ومهربين للمخدرات يستخدمون الصحراء التي يندر فيها السكان ملاذا آمنا ويسعون لتوطيد الروابط بينهم، الأمر الذي استدعى من قوات الأمن الموريتاني تكثيف دورياتها في المنطقة. وبخصوص هذا الجانب، قال القائد ولد شيخ ''في الآونة الأخيرة حدثت زيادة في المراقبة الجوية الأمر الذي ساعد بدرجة كبيرة في مراقبة هذه المنطقة وهي من أكبر المناطق وأكثرها امتدادا من نوعها في العالم''. ونقل المصدر ذاته عن بعض سكان المنطقة الصحراوية قولهم إنهم لم يروا أي أعضاء في التنظيم الإرهابي سالف الذكر، ولا أي علامات تدل على أنهم دخلوا المنطقة، في حين قال راعي أغنام يدعى مولاي ولد سالك إن الجنود يسألون البدو في المنطقة عن كل ما يحدث وما يمر في المنطقة من مركبات أو أفراد لكن السكان لا يرون شيئا غير عادي. وكان التنظيم الإرهابي ذاته قد أعلن في وقت سابق من هذا العام مسؤوليته عن خطف ثلاثة سائحين إسبان ورجل إيطالي وزوجته ورهائن أخرى، كما قتلت الجماعة العام الماضي رهينة بريطانيا. ويعتقد مراقبون أن هذا التنظيم يسعى للحصول على مبالغ مالية بالملايين مقابل الإفراج عن الرهائن الغربيين الذين تخطفهم علاوة على تحقيق أهداف أخرى سياسية، خاصة بعد أن صارت خطاباته لا تلقى التأييد والقبول لدى السكان، مما جعله يعاني من ضائقة مالية صارت تهدد مواصلة نشاطه الإجرامي .