بعدما كانت ظاهرة رمي النفايات لاسيما المنزلية بمختلف أنواعها السائلة والجامدة مقتصرا فقط على طرقات وشوارع الأحياء العاصمية وفي بعض الأحيان على الحاويات المتواجدة على مستوى بلديات ولاية الجزائر، تحولت العديد من أسطح ومداخل العمارات والمباني إلى مفارغ فوضوية لرمي القاذورات والفضلات المتمثلة خاصة في بقايا الأكل، قطع الخبز اليابس، أكياس بلاستكية، وقارورات المياه المعدنية والمشروبات الغازية وغيرها. وفي ظل غياب ثقافة التنظيف والحس المدني لدى معظم سكان ولاية الجزائر لاسيما من قاموا بتحويل مداخل وأسطح عماراتهم إلى مفارغ فوضوية، وجب على السلطات المعنية التدخل العاجل لإيقاف هذه الظاهرة التي كرستها أيادي أناس غير واعين بما يقدمون عليه، وغيرمدركين للأضرار والأخطار الناجمة من وراء تفشي القاذورات والنفايات بهذه الصورة الرهيبة لاسيما ونحن في موسم الصيف، حيث يتضاعف الخطر إلى خطرين مع ارتفاع درجات الحرارة، ويصبح خطرة التلوث البيئي هاجسا يهدد صحتهم وسلامة أطفالهم، ورغم أسلوب الترهيب والتخويف المتبعين في العديد من الحملات الإعلانية لنشر الوعي لدى المواطنين إلا أن أغلبية السكان لا يزالون يجهلون حقيقة خطر التلوث البيئي الذي يتربص بهم كل لحظة تمر من حياتهم. وبهذا الصدد تنقلت '' الحوار '' إلى بعض العمارات المتواجدة على مستوى ولاية الجزائر، للاطلاع على الوضع عن قرب وتسجيل أراء المواطنيين حول هذه الظاهرة الخطيرة والمزعجة، لما تحمله في طياتها من روائح كريهة وأمراض مستعصية تبعث على القلق، حسب ما أكدته لنا بعض العائلات التي أدانت بشدة تصرف غيرها هذا، ووصفته بالسلوك غير الحضاري خاصة ونحن في مطلع في الألفية الثالثة. في هذا الإطار ومازاد من تخوف العائلات العاصمية لسلوك اللامبالات لدى البعض الآخر، هو زيادة الظاهرة وتفشي النفايات والقاذورات أكثر أمام مداخل وأسطح العمارات والمباني خلال شهر رمضان المعظم، لما يجلبه هذا الأخير من خيرات ورزق واسع. .. و '' سيال '' تشن حملة لتطهير قنوات صرف المياه شرعت مؤسسة الماء والتطهير لولاية الجزائر '' سيال '' ، منذ فترة قصيرة في تهيئة وتطهير العديد من قنوات صرف المياه عبر أحياء وشوارع بلديات العاصمة، لاسيما البلديات الساحلية المطلة على شواطئ البحر كبلدية باب الواد والرايس حميدو وبلديتي الرغاية وعين طاية، حيث انطلقت مؤسسة '' سيال '' في تأهيل و تسريح العديد من قنوات صرف المياه بعدما ظلت مهملة لسنوات عديدة، بسبب النسيج العمراني المعقد لأحياء العاصمة الذي صعب الوضع على الشاحنات المخصصة لجمع النفايات ورميها والعربات الكبرى من دخول أزقتها الضيقة والمتداخلة. من ناحية ثانية من المنتظر أن تعمم العملية على مستوى معظم البلديات لضمان فعالية وجاهزية القنوات قبل حلول موسم الشتاء الذي يحمل في طياته الكثير من المشاكل المتعلقة بانسداد قنوات صرف المياه.