دعا أول أمس المحلل وأستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، امحند برقوق، حزب جبهة التحرير الوطني لخلق فضاء حر للنقاش على كافة التيارات والتوجهات والمشارب، للإسهام في إيجاد سبيل لتطوير أداء الجامعة الجزائرية وخلق نخبة جزائرية قادرة على مواجهة التحديات والرهانات المستقبلية. وقال الدكتور برقوق امحند، الذي التقته ''الحوار'' أول أمس على هامش محاضرات الجامعة الصيفية للحزب العتيد. والتي نشط فيها الأستاذ المحاضرة الأولى لليوم الثاني تحت عنوان ''جامعات التفوق دراسة مقارنة : ماليزيا، استراليا وبريطانيا''، قال انه يعتقد أن الجزائر قادرة بمثل هذه اللقاءات التي دأب على تنظيمها الحزب العتيد على خلق آلية للتطور، تعتمد الحفاظ على اللغة الوطنية، بموازاة الانفتاح على العديد من اللغات الأجنبية. وأبرز محدثنا، في معرض حديثه أن موضوع هذه السنة يعد جد مهم، نظرا لما تكتسيه الجامعة كمنطلق للأفكار ومنتج للتوصيات التي يمكن أن تفيد فيما بعد صانع القرار، كما أكد انه لمس نقاشا نقديا حول واقع الجامعة الجزائرية، وقال انه سمح له ليبرز بمقارنة دراسية نماذج من تجارب بعض الدول وهذا بغية تشريح وتصحيح مسار الجامعة الجزائرية. وأعرب، الدكتور برقوق، انه استشف وجود نوع من الموضوعية في التركيز على دور اللغة كحامل وحاوية لنقل الابستمولوجية المعرفية، مشيرا إلى انه يعتقد أن الكثير من الجامعات الناجحة في العالم والمتفوقة استطاعت الانفتاح على عديد اللغات فيما بقيت محافظة على لغتها الأم. وعاد الدكتور برقوق لتشريح حال الجامعة الجزائرية، التي قال عنها أنها قطعت أشواطا وخطوات هامة من حيث الكمية ومستوى تكوين الأساتذة (أكثر من,330000 و1200000 من الطلبة)، وكذا من حيث الهياكل والمعاهد والأقطاب الجامعية، لكنه شدد على أن هذه الأرقام لا تعني أننا في المستوى المطلوب عالميا، مطالبا بإصلاحات لإعادة النظر في طبيعة الإستراتيجية المعتمدة، لاسيما في نظام '' الأ لم دي ''، لأنه وبحسبه لا يمكن النجاح من دون إيجاد مناخ تنافسي برغم اعترافه بتوفر الامكانيات مقارنة بالبعض الاخر، ولهذا اكد انه من الضروري زيادة التأطير النوعي. وقال المتحدث إن الواقع قد اثبت انه لا يمكن تطوير حقل العلوم الاجتماعية على سبيل المثال دون التحكم في اللغة الانجليزية، معتبرا ما حققته التجربة الماليزية شيئا يجب الافتخار به من حيث اعتمادها على الترجمة كعمود أساسي والتركيز كذلك على تكوين الطلبة ومنحه الوسائل الحديثة، مشيرا إلى انه بات من الضروري أيضا على الجزائر تطوير سياسة لغوية مبنية على مركزية اللغة العربية مع التفتح على اللغات الأخرى.