قالت الحكومة الاسبانية إنه تم أمس إطلاق سراح رهينتين من موظفي الإغاثة خطفهما ما يعرف بتنظيم قاعدة المغرب في نوفمبر الماضي لتنتهي بذلك نحو تسعة أشهر من الاحتجاز، هي أطول فترة خطف في منطقة الصحراء في مدة ناهزت 267 يوم من الاحتجاز. وقال مسؤول بالحكومة الإسبانية ''هما في طريقهما للحرية لكن لا يمكننا أن نعقب أكثر من ذلك حتى يصبحا في أيد أمينة مئة بالمائة''. ورغم أن الحكومة الإسبانية لحد الساعة لم تؤكد رسميا عبر خارجيتها نبأ الإفراج عن الرهينتين إلا أن كل المؤشرات والمصادر المالية والموريتانية تؤكد الخبر، وتتكتم مدريد عن هذا الأمر بدافع الخوف عن رعاياها وبحجة أنهم لا يزالون في منطقة الخطر رغم الإفراج عنهم وخوفا من تعرضهم لعمليات اختطاف أخرى من قبل جماعات إرهابية غير جماعة أبو زيد التي كانت تحتجزهما، ولهذا الأمر دعت مدريد إلى التريث في الإعلان عن الإفراج عن مواطنيها المختطفين في موريتانيا. ودعا ناطق باسم الحكومة الأسبانية إلى التريث تعليقا على الأنباء التي تحدثت عن الإفراج عن مواطنين إسبانيين يحتجزهما تنظيم قاعدة المغرب منذ نوفمبر من العام الماضي. ونقلت وكالة الأنباء الأسبانية عن الناطق قوله إن تحرير الرهينتين ''لم يتم بعد'' رغم إعلانه أن حكومته تبذل جهودا حثيثة من أجل ''نهاية سعيدة'' لمشكلتهما. إلى ذلك عزت صحيفة ''البايّيس'' الأسبانية إلى مصدر في الحكومة الأسبانية قوله إن تحرير الرهنتين آلبرت بيلالتا وروكي باسكوال ''على وشك الاكتمال'' داعيا وسائل الإعلام إلى التعامل بحس المسؤولية، رغم اعترافه بأنهما ''في طريقهما'' إلى الإفراج عنهما. ونقلت الصحيفة في طبعتها أمس عن مصادرها قولها إن الرهينتين سافرا أمس ''باتجاه مكان آمن، قد يكون بوركينافاسو، يمكن نقلهم منه إلى أسبانيا''. وعزت إلى مصادر في الحكومة الأسبانية قولها إنهما يسافران بصحبة وسيط و''رفقة غير مأمونة''. وأضاف المصدر ''لا زالا في أيد خطرة، وفي بلد هو أشبه بحقل ألغام. وإلى أن يكونا خارج أي خطر، لا يمكن استبعاد أي شيء ولا الجزم بأنهما نالا حريتهما'' وفق تعبيره. وفي سياق متصل أفادت وكالة الأنباء الأسبانية أن نائبة رئيس الحكومة الأسبانية ماريا تيريسا فيرنانديث ديلابيغا أجرت اتصالا برئيس الحزب الشعبي المعارض، أكبر أحزاب المعارضة، ماريانو راخوي وأطلعته على آخر أخبار ملف الرهائن، وهو ما يعني طبقا للأعراف حصول تطورات مهمة في القضية. وفي ذات المنحى جزمت صحيفة ''ألموندو'' بالإفراج عنهم وقالت إنه يأتي مقابل الإفراج عن مدبر عملية اختطافهم وفدية قدرها 3.8 مليون أورو تم دفعها على مرحلتين. وأكدت وكالة الأنباء الكنارية أن أحد الرهينتين أجرى اتصالا هاتفيا بزوجته وأكد لها أنه في طريقه إلى الإفراج عنه، رغم المعارضة الشديدة للجزائر التي سعت قبل اليوم إلى تجريم الفدية وتسعى حاليا إلى سن قوانين تجرم مبادلة الإرهابيين. واختطف ثلاثة أسبان في موريتانيا في 31 نوفمبر 2009 على طريق الرباط بين نواكشوط وانواذيبو وأعلن تنظيم ''القاعدة'' لاحقا المسؤولية عن خطفهم. وأفرج بعد أشهر عن سيدة من بين المختطفين هي آليثيا غاميث بعد ما قال إنها أعلنت إسلامها وظل يحتفظ بزميليها حتى اليوم.