أعلن وزير البيئة وتهيئة الإقليم، شريف رحماني، عن تشغيل آلية حديثة لتصفية الغبار المنبعث إلى الهواء بمصنع الاسمنت لمفتاح بولاية البليدة، وهذا للتقليل من التلوث الهوائي الذي يهدد البيئة وصحة الإنسان. وخلال زيارته الميدانية أمس إلى المصنع، أكد رحماني أن تنصيب المصفاة الجديدة التي تعمل وفق المقاييس العالمية وتكوين العمال للقيام بهذه المهمة، تندرج في إطار العملية المستمرة لمكافحة التلوث التي باشرتها دائرته الوزارية بالتنسيق مع مؤسسة التسيير المشتركة للاسمنت، كما أطلقت برنامجا واسعا لتنظيف مواقع مصانع الأميونت الذي تم غلقها سابقا، ومن بينها مصنع مفتاح، والتخلص من كافة المخزونات التي كانت مخصصة لذلك. وحسب المسؤول الأول لقطاع البيئة، فإن الآلية الحديثة شأنها أن تعيد بعث الحياة بالمنطقة، ومناطق أخرى عبر كامل التراب الوطني، مؤكدا أن الحكومة وضعت مخططا للتقليل من تلوث المحيط، تمكنت من خلاله بتقليل انبعاثات الغبار على مستوى 10 وحدات عبر الوطن، كما وعد بإدخال مقاييس جديدة في تسيير هذه المصنع والتقليل من أضراره على البيئة وصحة الإنسان. من جهة أخرى، طالب وزير البيئة وتهيئة الإقليم كل من مسؤولي مؤسسة تسيير مصانع الاسمنت و''لافارج'' لتحضير ملفات لبيع الرخص الخاصة بالاستثمار في خفض الغازات على مستوى السوق العالمية المخصصة لذلك، مشيرا إلى أن بلادنا، على غرار دول العالم، المساهمة في خفض الغازات والتقليل من التلوث البيئي من خلال إطلاق مشاريع وبرامج في إطار بروتوكول كيوتو حول المناخ. وأكد رحماني أنه على المؤسسة أن تعمل على تحضير ملف لبيع الرخص تقدمه إلى السلطات المعنية على مستوى وزارته فيما يخص هذا المجال، خاصة أن الجزائر لم تسجل حضورها بعد على مستوى هذه السوق العالمية، ومشاركة إفريقيا في البرنامج لا يمثل سوى 3 بالمئة فقط. وحسب وثيقة ل ''مصنع اسمنت مفتاح'' تلقت ''الحوار'' نسخة منها على هامش الزيارة، أكدت فيه أن التقليل من تسرب الغبار هو الأولوية المطلقة للمصنع، ويندرج ضمن أهداف الاتفاقية السارية المفعول بين الشركة ومجمع ''لافارج'' منذ بداية سبتمبر .2008 وكشفت في هذا الإطار أنها خصصت مبلغ يقدر ب 400 مليون دينار للاستثمار في مجال تخفيض انبعاث الغابر خلال شهري جويلية وأوت ,2010 أدت إلى تضاؤل نسبة تسرب هذا الغابر من الفرن بداية شهر سبتمبر الجاري، كما اتخذت عدة تدابير تم انجازها وبعضها يوجد قيد الانجاز ستساهم في الحد التدريجي لتسرب الغبار. وحسب ذات الوثيقة فإن المصنع خصص إمكانات معتبرة لتحقيق الهدف المرجو، وهذا بوضع ميزانية تقدر ب 700 مليون دينار للحفاظ على البيئة ومشروع ورشة الطحن والتصفية على مستوى الفرن، وكذا النظافة، إضافة إلى تجنيد كلي لفرق عمل المصنع، وكذا جميع الإطارات والمديرة العامة، فضلا عن نقل الخبرات والدعم التقني لمجمع ''لافارج.