كشف الدكتور مصطفى خياطي رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''، أن الولايات الداخلية للوطن تعاني من انعدام المختصين بسبب تواجدهم في المناطق الشمالية فقط، وقال في حديث للقناة الأولى الإذاعية إن 70 بالمائة من الأطباء يتمركزون في 18 ولاية جامعية أو ساحلية، وبالتالي فالولايات الداخلية والجنوبية تعاني من ضعف كبير في التغطية الطبية اللازمة. نبه البروفيسور خياطي إلى ضرورة وضع خطة شاملة وعملية لتوزيع الأطباء في الجزائر تسمح بتوفير تغطية طبية كاملة في جميع ولايات الوطن دون استثناء، على سبيل المثال تشجيع الأطباء العامين ذوي الأقدمية، والذين هم من هذه الولايات، للتخصص في بعض الميادين الطبية خاصة التي تعاني من نقص فيها مثل طب النساء والتوليد وغيرها من التخصصات التي يحتاجها المرضى في المناطق الداخلية. وأكد البروفيسور خياطي أن أغلب المشاكل الصحية التي يعاني منها المرضى في الولايات الداخلية وتدهور حالاتهم الصحية والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى الوفاة راجع إلى نقص الأطباء المختصين وانعدامهم في كثير من المستشفيات الداخلية ومن المهم أن تجد الدولة حلا مستعجلا لنشر الأطباء في الولايات الداخلية والجنوبية لتفادي حدوث مشاكل صحية وتعقيدات تنجر عنها كوارث صحية، كما تمكن الخطة من تخفيف العبء على المستشفيات الكبرى التي تعاني من ضغط كبير نتيجة لجوء مرضى الولايات الداخلية إليها بصفة فردية أو تحويلهم إليها من قبل المستشفيات الداخلية لانعدام الطبيب الملائم والمختص هناك. وللقضاء على هذا المشكل والتقليل منه بصورة كبيرة يجب اعتماد ووضع خطة شاملة لتوزيع الأطباء المختصين وتقديم تحفيزات ومزايا لتشجيع الأطباء المختصين على التوجه للعمل جنوبا. الأرقام المعلنة بعيدة عن الحقيقة ذكر البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث ''فورام''، أن أغلب المرضى المزمنين إحصاءاتهم غير مضبوطة ولا تملك أي جهة العدد الحقيقي لمختلف الأمراض التي يعاني منها الجزائريون. وأضاف البروفيسور خياطي أن الأرقام المتداولة لا تمثل حقيقة ما هو موجود في الجزائر، حيث تقارب نسب الإحصاءات تلك المتواجدة في أوروبا وأمريكا، واعترف خياطي أن نسبة الحالات الموجودة في الجزائر أقل من الأرقام المصرح بها. وضرب المتحدث، الذي نزل ضيفا على الإذاعة الوطنية الأولى، مثلا بحالة داء الباركينسون، حيث أشار إلى أن الأرقام المتداولة تشير إلى إصابة 30 ألف جزائري بهذا المرض، لكن في الحقيقة العدد أقل من ذلك بكثير فهو يقارب 15 ألف مصاب فقط. وأضاف خياطي أن بعض الجمعيات التي تنشط في المجال الصحي، تمتلك إحصاءات حول عدد المرضى في مجال نشاطها، غير أن تلك الإحصاءات غير دقيقة نظرا لشساعة مساحة الجزائر وارتفاع عدد السكان وانعدام خطة محكمة لجرد مختلف الأمراض المزمنة وعدد المصابين بها. تشجيع استهلاك الدواء الجنيس أشار الدكتور ''خياطي'' في معرض حديثه إلى إشكالية اقتناء الدواء الجنيس في الجزائر وانعدام ثقافة تناوله لدى فئة عريضة من المواطنين، وهي قضية هامة تستدعي تضافر جهود العديد من القطاعات، حيث يرفض المرضى الدواء الجنيس في الجزائر ويعتبرونه أقل شأنا من الداء المستورد، لذلك كان الإقبال على الدواء الجنيس قليلا جدا رغم انخفاض أسعاره مقارنة بالدواء المستورد. ودعا البروفيسور خياطي في هذا الشأن إلى ضرورة إجراء حملات تحسيسية وتعريفية بالدواء الجنيس لتمكين المريض وإقناعه باقتناء هذا الدواء الذي لا يقل فعالية عن الدواء المستورد بالإضافة إلى تكاليفه المنخفضة والتي تلائم ميزانية عدد كبير من الأسر الجزائرية. وحسب رأي العديد من الصيادلة فإن المواطن الجزائري لا يزال غير مقتنع بفعالية الدواء الجنيس وكثيرا ما يتراجع عن شرائه ولا يقتنيه إلا في حالة واحدة، وهي بعد أن ييأس من العثور على الدواء المستورد ولا يجد حلا آخر وهو إشكال يطرحه الصيادلة في مناطق مختلفة من الوطن. وحسب البروفيسور خياطي يبقى التحسيس هو الوسيلة الوحيدة لنشر ثقافة استهلاك الدواء الجنيس في الجزائر.