أكثر من 30 ألف إطار جزائري غادروا الجزائر معظمهم من المهندسين والأطباء، هجروا الجزائر في سنوا ت التسعينيات بسبب الظروف الأمنية والتهميش والبطالة التي لا زالت تعرف نموا نسبيا في سلك الأطباء، حيث كشف رئيس مجلس أخلاقيات الطب في الجزائر، السيد بركاني، في تصريح ل "الشروق اليومي" أن 800 طبيب عاطل عن العمل في العاصمة وأكثر من 6000 طبيب على المستوى الوطني. كما أضاف رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث "فورام"، الدكتور مصطفى خياطي، أن فرنسا وحدها تضم أكثر من سبعة آلاف طبيب جزائري، 30 بالمائة منهم يعملون في المستشفيات كممرضين بسبب عدم اعتراف السلطات الفرنسية بالشهادة المتحصل عليها في الجامعات الجزائرية، كما يوجد 50 طبيبا جزائريا في أمريكا موزعين في مراكز بحث ومستشفيات. وفي تحليله لهذه الظاهرة، كشف المتحدث بأن الجزائر أنتجت منذ الاستقلال أكثر من 60 ألف طبيب ومختص، وإذا ما تم تقسيم هذا العدد على عدد السكان، فإننا نتحصل على طبيب لكل 300 نسمة''، ويشير المتحدث إلى أن سوء تسيير المواد البشرية الطبية، تسبب في خلق هجرة متواصلة وعجز بعدة مستشفيات في المدن الداخلية والصحراوية وأن الحل لا يتوقف في الهياكل الكلاسيكية، بل بتحديث وتشييد المزيد من المؤسسات الطبية وإعادة النظر في تكوين الأطباء، فالحاجة لأطباء مختصين في أمراض الأطفال مثلا، لا تستدعي انتظار تخرّج مختصين بعد 4 سنوات من التكوين، بل بالإمكان تقديم تكوين أساسي لمدة 18 شهرا، وتبقى الحالات المرضية المستعصية بحاجة فيما بعد إلى إرسالهم إلى المستشفيات المتخصصة. بلقاسم حوام