أثار الروائي والمترجم محمد ساري ضيف صدى الاقلام مشكل المقروئية في الجزائر الذي قال بشأنه إنه بات يطرح بإلحاح بسبب التراجع الذي يعرفه هذا الأخير . واعتبر في هذا السياق أن ''هناك الكثير من الكتاب وقليلا من يقرأ خاصة الكتاب المطبوع بالعربية''. لاحظ الروائي محمد ساري أن الاطلاع على التراث الادبي العالمي باللغة التي يفهمها الجيل وفي سن مبكرة ''يخلق عنده تقاليد ويكرس لديه حب القراءة والاطلاع على غرار ما يجري الدول المتقدمة''. ويرى انه ''من المستحيل أن تشكل تقاليد القراءة وغرس حب الاطلاع عند هذا الجيل أو غيره عندما تفتقد المكتبات كتبا في التراث الأدبي العالمي باللغة الوطنية''. وتطرق ضيف صدى الأقلام في لقاء جمعه بأهل الادب بالمسرح الوطني الجزائري محيي الدين بشطارزي للحديث عن تجربته الإبداعية في الكتابة وموضوع النشر والمقروئية الى موضوع الادب والذي قال عنه ''انه لا يعرف الحدود فكل الخطوط متاحة''. واوضح ''الكاتب الذي يكتب عن الإنسانية والإنسان'' أن الأدب يتكلم على الحياة ويستلهم من الواقع والتراث وبالتالي لا يعرف القيود ولا يعترف بالرقابة الذاتية'' مستندا في ذلك إلى مقولة الفيلسوف الكبير جان بول سارتر القائلة ''الكتابة الأدبية اخذ الحرية كاملة''. وأكد الروائي محمد ساري وأستاذ النقد وعلم الاجتماع بجامعة الجزائر ''أن كل لغة تفتخر بكبار كتابها وأدبائها''، مشيرا الى ان ''إحياء أي لغة أو موتها يرجع إلى هؤلاء الكتاب ومستوى نصوصهم الفلسفية أو الأدبية المطبوعة والمنشورة''. وبخصوص موضوع الأيديولوجية والحدود الجغرافية قال محمد ساري إن ''الكاتب لا يخضع للضغوط الأيديولوجية وبإمكانه ان يتجاوزها''، مضيفا ''بان الحدود مرتبطة بالخطاب وليس بالواقع''. وعن موضوع النشر أكد الكاتب انه ''لا يطرح بتاتا اليوم في الجزائر كما كان في السبعينيات أوالثمانينيات لأن التكنولوجيا حلت هذه المعضلة وقربت المسافات والأمكنة. للكاتب محمد ساري عدة اصدارات باللغتين العربية والفرنسية منها رواية ''على جبال الظهرة ''(1982 ) ''السفير'' (1986 ) و''البطاقة السحرية'' (1997) و''الورم'' (2003) وكذا ''الغيث'' (.2007