''على فرنسا تقبل قيام جزائريين برواية تاريخهم بأنفسهم'' أكد المخرج رشيد بوشارب بعد عرض فيلمه ''خارجون عن القانون'' في مهرجان ترايبيكا السينمائي بالدوحة، أن قول الحقيقة كاملة عن حقبة الاستعمار الفرنسي للجزائر مهم لمصالحة الشعبين مع تاريخهما المشترك. وقال بوشارب الذي عرض فيلمه لأول مرة على جمهور منطقة الشرق الأوسط إن ''الأمور ستحل والعلاقات ستتقدم عندما يتم التطرق للتاريخ الاستعماري، وبشكل كامل، وأعتقد أنه بعد ذلك يمكن للعلاقات بين الشعبين أن تنتقل إلى مرحلة جديدة''، وأضاف ''يجب أن يكون هناك أيضا تقبل في فرنسا لفكرة قيام جزائريين برواية قصتهم بأنفسهم''. وعن مشاركة الفيلم في مهرجان الدوحة وتقبل الجمهور العربي لعمله الذي يتطرق إلى قضية من أبرز قضايا العرب في القرن الماضي، قال بوشارب ''نحن هنا بعيدون عن شمال إفريقيا والناس هنا لا يشاركون التاريخ نفسه مع فرنسا، في تونسوالجزائر الأمر مختلف، لأن هناك جذورا مشتركة''. موضحا أن الممثلين من خلفية عربية إسلامية ويتكلمون العربية والفرنسية في الفيلم وهذا قد يشكل لمشاهدي المهرجان ''اكتشافا حقيقيا لهذا التاريخ ولهؤلاء الممثلين المعروفين في فرنسا وأوروبا'' في إشارة إلى جمال دبوز وسامي بوعجيلة ورشدي زيم. وأضاف بوشارب أن الفيلم يقود الجمهور المشارقي في رحلة مختلفة لم يتمكنوا من مشاهدتها ربما عبر الإنتاجات المصرية، وأن الفيلم مختلف لأن المغاربي مختلف عن شعوب هذه المنطقة''. من جهة ثانية، كشف المخرج الجزائري رشيد بوشارب عن رغبته القوية في العودة إلى مهرجانات أخرى في المنطقة، وذكر أنه يعمل على فيلم جديد تدور أحداثه في كاليفورنيا ولا علاقة له أبدا بالقضية الجزائرية. وعلق حول اتهام فيلمه حتى قبل صدوره ''بتشويه التاريخ'' من قبل اليمين الفرنسي المتطرف أن ''هناك أقلية، خصوصا في جنوبفرنسا، تثور ما إن تسمع عن وجود فيلم حول حرب الجزائر وحول الماضي الاستعماري، وأن هناك بعض الذين يشعرون بالحنين ولا يتقبلون استقلال الجزائر''. للإشارة فإن مهرجان ''ترايبيكا'' يعرض بالدوحة يعرض 51 فيلما من 35 بلدا بينها عشرة أفلام تشارك في مسابقة المهرجان الخاصة بالفيلم العربي، ويمنح المهرجان جائزتين قيمة كل منهما مئة ألف دولار لأفضل فيلم عربي وأفضل مخرج عربي.