أكد السيد محمد لحسن زغيدي أستاذ بجامعة الجزائر وباحث في الدراسات التاريخية اليوم الثلاثاء بالجزائر العاصمة أن بيان أول نوفمبر كان وما يزال أرضية هامة لكل إصلاح وطني ولكل مسار وحدوي للدولة الجزائرية حاضرا ومستقبلا. وأوضح السيد الزغيدي في محاضرة له بعنوان ''بيان نوفمبر: دراسة في الأبعاد والمضمون'' في سياق سلسلة محاضرات مركز ''الشعب'' للدراسات الاستراتيجية أن هذا البيان يعتبر ''وثيقة مهمة جدا في مسار الحركة الوطنية ولا سيما في مسار الثورة التحريرية حيث شكلت شهادة ميلادها''. وأضاف بأنه (البيان) ''وثيقة حاوية وجامعة لمفاهيم ثورية ولمفاتيح سياسية ولأرضية إصلاح وإجماع وطنيين وبأنه لم يأت من فراغ سياسي كما يدعيه البعض''. وفي هذا السياق استعرض المحاضر الظروف الوطنية والمغاربية والعربية والدولية لميلاد هذه الوثيقة قائلا بان البيان الذي شكل الإطار التنظيمي للثورة التحريرية ''ساهم بشكل كبير في توحيد مختلف شرائح الشعب الجزائري خاصة منها النخبة التي كانت منقسمة قبل سنة 1954 ''. وتحدث السيد زغيدي بالمناسبة عن فكرة إيجاد وصياغة البيان آنذاك والتي أسندت مهمتهما إلى كل من محمد بوضياف وديدوش مراد ومحمد العيشاوي مبرزا بأن هؤلاء اعتمدوا في الصياغة على لوائح مؤتمر حزب الشعب لسنة .1953 وبخصوص مختلف أبعاد الوثيقة أكد المتحدث أن البيان قد حدد الإستراتيجية والأهداف الواجب في ذلك الوقت انتهاجها بغرض استعادة السيادة الوطنية إضافة إلى كونه --كما جاء في المحاضرة-- '' وثيقة سلم ومشروعا بديلا لمستقبل دولة وطنية''. وفي هذا الشأن ذكر بالأبعاد السياسية ال17 لبيان أول نوفمبر الذي استمد فحوى معظم مواده من البيان العالمي لحقوق الإنسان مشددا في الأخير على أن هذا البيان لم يحرض أبدا على العنف أوالقتل بل كان وثيقة سلم بكل ما تحمله الكلمة من معاني سامية.