تعهدت الولاياتالمتحدة برد ''محسوب وموحد'' على الهجوم المدفعي الذي شنته كوريا الشمالية على جزيرة كورية جنوبية أول أمس الثلاثاء وأسفر عن مقتل جنديين كوريين جنوبيين. وحضر الرئيس الأمريكي باراك أوباما اجتماعا لكبار المسؤولين في الأمن القومي في واشنطن حول الموقف الكوري حيث جدد ''الدعم الثابت للولايات المتحدة لحليفتنا ''كوريا الجنوبية'''' وفقا لبيان للبيت الأبيض. وكانت كوريا الشمالية أطلقت قذائف مدفعية على جزيرة كورية جنوبية قرب الحدود البحرية الغربية المتنازع عليها بين البلدين. وردت كوريا الجنوبية بإطلاق النار حيث استمر تبادل إطلاق النار بينهما حوالي ساعة، وحذر الجانبان من رد قوي في حالة حدوث هجمات أخرى. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض بيل بيرتون: ''الرئيس شعر بالحنق إزاء هذه الأعمال.. نحن نقف جنبا إلى جنب مع حليفتنا كوريا الجنوبية''. ومن جانبه، وصف وزير الخارجية الأسترالي كيفن رود القصف بأنه ''استفزازي بشكل يثير الحنق'' وحث الصين على كبح جماح بيونغ يانغ. وقال :''أعتقد أنه من المهم بالنسبة للصين أن تمارس كافة نفوذها للتأثير على كوريا الشمالية''. ووصل ستيفن بوسوورث، المبعوث الأمريكي الخاص بالملف النووي الكوري الشمالي، إلى بكين أمس لإجراء محادثات مع مسؤولين صينيين. ووصف المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر هجوم كوريا الشمالية بأنه ''اعتداء عسكري مستفز''. وأكد أن إدارة أوباما تخطط ''لنهج محسوب وموحد'' يتضمن تنسيقا مع الصين ودول أخرى في المباحثات السداسية حول البرنامج النووي لكوريا الشمالية بأسلوب ''مدروس وبطئ''. وقال تونر إن ''سلوك كوريا الشمالية سيء جدا جدا واستفزازي وعدواني''. ودعا البيت الأبيض كوريا الشمالية إلى الالتزام بالهدنة التي أنهت الحرب الكورية ''1950 -1953 '. وتنشر الولاياتالمتحدة حوالي 30 ألف جندي في كوريا الجنوبية منذ عام 1953 عندما انتهت الحرب الكورية. من جهة أخرى أكد وزير الدفاع الكوري الجنوبي كيم تيه يونج أمس الأربعاء ان الهجوم الكوري الشمالي الذي وقع على جزيرة كورية جنوبية مأهولة بالسكان يرتبط بتوريث السلطة للابن الأصغر للزعيم الكوري الشمالي كيم جونج ايل. وقال يونج في جلسة برلمانية: ''ان كوريا الشمالية نفذت الهجوم لتمكين إجراء توريث السلطة في البلاد مع إظهار روح القيادة لكيم جونج وون''. ووجهت كوريا الشمالية قصفا مدفعيا على جزيرة يونبيونج وسط مخاوف جديدة من مزاعم كوريا الشمالية بامتلاك منشأة تخصيب اليورانيوم وبعد مضي شهرين فقط من ترتيبات نقل السلطة في كوريا الشمالية لاظهار كيم جونج وون أمام الشعب. وأضاف يونج انه ''بعد الكشف عن منشأة تخصيب اليورانيوم يوم ال12 من نوفمبر نفذت بيونج يانج الهجوم المدفعي لمنح كيم جونج وون مكانة كقائد قوي''. واشار الى ''عزم جيشه الرد بشكل صارم في حال استأنفت كوريا الشمالية هذا الهجوم أو القيام بأية استفزازات أخرى''، معتبرا ''أن الهجوم كان مدروسا ومتعمدا''. يذكر انه بعد ساعات من الإعلان عن قيام كوريا الشمالية بإطلاق عشرات من قذائف المدفعية على جزيرة تابعة لجارتها الجنوبية، كشف مصدر دبلوماسي فرنسي مطلع في نيويورك أن مجلس الأمن سيعقد جلسة طارئة لمناقشة الأزمة العسكرية بين الكوريتين.