أعربت رئيسة جمعية البركة لمساعدة الأشخاص المعاقين حركيا، فلورة بوبرغوت، عن أسفها العميق للوضعية المزرية التي آل إليها حال المعاقين في الجزائر، فرغم المطالب المستعجلة التي نرفعها في كل مناسبة إلا أن وضعية المعاق في بلادنا تبقى رهينة الوعود المختلفة والتي لم ير منها إلا الشيء القليل أكدت رئيسة جمعية البركة فلورة بوبرغوث، في اتصال هاتفي مع ''الحوار''، أن المنحة التي تقدمها الدولة للمعاق لا تكفي على الإطلاق فكيف لمبلغ بسيط لا يتجاوز الأربعة آلاف دينار جزائري أن يعيل معاقا ويوفر له الدواء اللازم لحالته، وهو الانشغال الذي يطرحه الكثير من المعاقين بالإضافة إلى الأولياء الذين يكفلون طفلا معاقا أو أكثر. نفس الانشغال طرحته العديد من الجمعيات التي تهتم بهذه الشريحة سواء على مستوى العاصمة أو المناطق الأخرى عبر الوطن. وأضافت رئيسة الجمعية أن دعوة السلطات إلى الالتفات إلى هذه الشريحة وتذكرها في المناسبات لاتزال قائمة من خلال مشاركتنا في مختلف الفعاليات والمنتديات لإسماع صوت المعاق وإيصاله إلى المجتمع بصفة عامة والمسؤوليين بصفة خاصة. الشباب والأطفال المعاقون أكثر معاناة من خلال الأرقام التي تسجلها مختلف المصالح الأمنية سنويا لحوادث المرور، نستطيع معرفة حجم الخسائر التي تخلفها على مستوى المجتمع من خلال رصد حجم الإعاقات التي تضاف إلى قائمة ضحايا المرور سنويا، وهوما يزيد من مهمة الجمعيات المساعدة لهذه الفئة لطرح مختلف المشاكل التي تعاني منها والصعوبات التي تعيق اندماجها في المجتمع، مثل مشاكل النقل التي لا تسمح بصعود المعاق ولا يحظى بأي تسهيلات تذكر إلا نادرا. ومن خلال تعايشنا مع هذه الشريحة لاحظنا أن الاندماج في المجتمع هو أكبر التحديات التي تواجه المعاق في بلادنا وتلقيه رفضا متكررا من أي جهة يقصدها سواء في الدراسة أو العمل أو حتى عند استعمال وسائل النقل العامة والخاصة على السواء. ولعل اكبر شريحة تعاني من هذا المشكل هم الشباب والأطفال بصفة خاصة، حيث تعترض طريقهم صعوبات يومية جمة سواء في المدارس أو الجامعات، حيث لا تتوفر أغلب هذه المصالح على خدمات خاصة بالمعاق. ورغم كل هذه المشاكل المصطنعة، حسب السيدة بوبرغوت، فإن الجمعية تعمل على توفير المساعدات اللازمة للمعاقين على مستوى اقليم البلدية التي تنشط بها والمناطق المجاورة لها، بالإضافة إلى تسطير بعض النشاطات الثقافية والاجتماعية لصالحهم، ناهيك عن تنظيم ملتقيات والمشاركة فيها لصالح المعاق الذي يبقى دائما يدفع ثمن خطأ ارتكبه هو أو كان ضحية لتهور إنسان آخر. نشاطات وحملات تحسيسية بالمناسبة سطرت جمعية البركة لمساعدة الأشخاص المعاقين حركيا بمناسبة اليوم العالمي للمعاق، مجموعة من النشاطات الترفيهية والتحسيسية لفائدة المعاقين، كما أدرجت بعض الحملات التحسيسية حول مخاطر حوادث المرور ضمن أجندتها لهذه الفترة، من خلال إشراك تلاميذ المدارس ورواد دور الشباب والكشافة في برنامجها الهادف إلى التحسيس حول المخاطر المؤلمة التي تتسبب فيها السرعة المفرطة وعدم احترام قوانين المرور التي تعد المتسبب رقم واحد في الإعاقة الحركية في الجزائر والتي تحصد سنويا 3 آلاف شخص يحالون بصفة مباشرة إلى عالم الإعاقة الحركية التي تشكل كابوسا مؤلما لعدد كبير من المواطنين، خاصة الشباب منهم، الذين تتوقف عجلة حياتهم مباشرة بعد توقفهم عن الحركة خاصة بعد الصعوبات التي يلاقونها في العودة والاندماج مجددا في المجتمع.