من المنتظر أن يشرف اليوم رئيس أساقفة الجزائر غالب بدر على تدشين كنيسة السيدة الإفريقية بعد أن تضررت من زلزال سنة 2003 الذي ضرب ولاية بومرداس والجزائر العاصمة. وحسب بيان لولاية الجزائر سينشط المهندس المعماري والمؤسسة المكلفة بالمشروع ندوة صحفية بالمناسبة يعرض من خلالها الملف التقني للعملية. جدير بالذكر أنه في إطار عملية ترميم المساجد والمنشآت الدينية المتضررة من زلزال 2003 شرعت الحكومة بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي في ترميم كاتدرائية ''السيدة الأفريقية'' التي تقع في حي بولوغين وتعد من أهم المعالم المسيحية في الجزائر. وقد خصصت الحكومة مبلغ 5.27 ملايين يورو لترميم الكاتدرائية، التي تعرضت للإهمال مطولاً, وزادت حالتها تدهوراً بسبب الرياح البحرية والزلازل الكثيرة التي عرفتها العاصمة خاصة زلزال .2003 والكاتدرائية ترتفع ب124 متر عن سطح البحر وقد تم بناؤها وفق الطراز البيزنطي في عام ,1872 وقد استمر بناؤها 14 سنة وتعتبر بمثابة مرآة ل''كاتدرائية سيدتنا الحارسة'' في مرسيليا. وتمثل عملية الترميم التقريب بين الطوائف وخلق مكان للتآخي بين جميع محبي الجزائر، ومنذ سنة 2007 باشرت السلطات المحلية في عملية الترميم ''بلا توقف''. هذا وقد اشتهرت الكاتدرائية بما كتب من كلمات خلف المذبح باللغات العربية والفرنسية واللهجة الأمازيغية ''يا سيدتنا الأفريقية صل من أجلنا ومن أجل المسلمين''. وقد امتدت عملية الترميم إلى 3 مراحل، حيث سلم الجزء الأول في بداية سنة ,2008 المشروع تشرف عليها جهات فرنسية وجزائرية ويدعمه الاتحاد الأوربي فضلا عن عدة مؤسسات اقتصادية خاصة فرنسية وجزائرية مثل ''قاز دو فرانس''، مجمع جيلالي مهري، مؤسستا سوناطراك وسونلغاز وعدد من المؤسسات الأخرى. أشغال الترميم تشمل في المرحلة الأولى مجموع جناح الكنيسة وهي مجموع السلالم ورواق الدخول، والمرحلة الثانية التي تشمل مجموع الخورس ثلاثي الفصوص وهو البرج الفانوسي الذي ينتهي على مسافة 42 بالصليب، وامتدت الأشغال إلى 2009 أما المرحلة الثالثة من الترميم فهي التي تشمل سكرستيا وأبراج الجرس. وتعد كنيسة السيدة الإفريقية المتواجدة ببلدية بولوغين من أكبر الكنائس في العاصمة ويعود تاريخ إنجازها إلى أكثر من 130 سنة من طرف المهندس المعماري جون اونجان ودامت أشغال ترميمها 14 سنة من 28 فيفري 1827 إلى .1858 ويأتي هذا الأمر في وقت كانت قد تعالت فيه أصوات غربية تدعي وجود التضييق على المسيحيين في الجزائر وهو الأمر الذي يفنده مثل هذا الاهتمام بهذا الصرح الديني لغير المسلمين في الجزائر.