لا تزال تداعيات أزمة التجسس الداخلي التي هزت مؤسسة «السمعي البصري الخارجي لفرنسا» تتفاعل منذ الأسبوع الماضي، قبل أن تتوَج مؤخرا بنشر رسالة وقعها 11 مديراً ومعاون مدير يعملون في محطة ''فرانس ''24 على رأسهم مدير القسم العربي، يعلنون فيها مقاطعتهم أي اجتماعات تنظمها أو تشارك فيها المديرة العامة المنتدبة للمؤسسة كريستين أوكرانت، على أساس فقدان روابط الثقة بينهم وبينها. من جانبها أنكرت كريستين أوكرانت، وهي زوجة وزير الخارجية السابق برنار كوشنير، مذيعة ومحاورة شهيرة في التلفزيون الفرنسي العام والخاص قبل أن يعينها رئيس الجمهورية نيكولا ساركوزي في 2007 على رأس مؤسسة السمعي البصري الخارجي لفرنسا، أنكرت الاتهامات التي وجهها لها معاونوها الذين وصفوها بالكذب وبأنها أصل الأزمة، داحضة بذلك كل الإدعاءات التي وجهت إليها ودفعت عن نفسها كل تهمة، فبالنسبة إليها لا يوجد انعدام ثقة والاتهامات التي وجهت إليها بالتواطؤ في القضية «لا أساس لها من الصحة». ومنذ ظهور القضية إلى العلن حاولت أوكرانت، التي يطلق عليها بعضهم لقب «الملكة» لما تتمتع به من سلطة، الظهور في برامج إذاعية وتلفزيونية معروفة، ومنها ''النشرة الكبرى'' على ''كنال بلوس'' لإقناع الجمهور والعاملين معها بعدم مشاركتها في قضية التجسس. وفي حديث أذيع الأربعاء على ''أوروبا ''1 أعلنت ''استغرابها'' قرار مقاطعة مديري ''فرانس ''24 لها، وقالت: ''سأقاوم وسأقاتل حتى النهاية''. للتذكير، تعود حيثيات الأزمة إلى المقال الذي نشرته أسبوعية ''ماريان'' مؤخرا تكشف فيه عن قضية تجسس داخلية على العاملين في مؤسسة السمعي البصري، المسؤول عن البث الخارجي لفرنسا والذي تنضوي تحت جناحه محطة ''فرانس ''24 وإذاعة فرنسا الدولية وقناة ''تي في 5ط (القسم التابع منها لفرنسا). وتفاقم الوضع حين أوقفت معاونة مباشرة مقربة من أوكرانت عن العمل بعد اكتشاف وجود أكثر من مليوني ملف مأخوذ من خوادم المؤسسة في حاسوبها الشخصي.