كشف السفير الصيني لدى الجزائر السيد يولي يوهي أمس من الجزائر أن بكين ستعمل على تعزيز التعاون في مجال اكتشاف الفضاء، مضيفا أن بلاده ستعمل على دعم تطوير ونقل التكنولوجيا إلى الجزائر ومساعدتها في تأهيل والرفع من قدرات المواطن الجزائري، كما دعا رجال الأعمال في البلدين إلى ضرورة التعرف والنظر لما تمنحه الجزائروبكين من تسهيلات لهم وفرص للرفع بالعلاقات التي وصفها بالتاريخية والمتجذرة بحكم النضال المشترك على أكثر من صعيد، وشدد الدبلوماسي الصيني على أن قادة البلدين قد أعطيا الضوء الأخضر في هذا المجال. وكانت ''الحوار'' غطت أمس المحاضرة التي ألقاها السيد يولي يوهي السفير المفوض فوق العادة لجمهورية الصين الشعبية في مركز جريدة الشعب للدراسات الإستراتجية والتي تمحورت حول ''دور الصين الاقتصادي المتعاظم ومكانتها في الساحة الدولية'' والتي نشطها المدير العام للجريدة السيد عز الدين بوكردوس وحضرتها شخصيات من المجتمع المدني وأساتذة وطلبة. وكان السفير الصيني لدى الجزائر قد عرج على تاريخ العلاقات الجزائرية-الصينية، وأبرز المحطات التي عرفتها عبر العقود الماضية، لاسيما سنوات الكفاح المسلح ودعم ثورة العام 1949 بقيادة ماو تستونغ لنضال القضية الجزائرية بالمال والسلاح والدبلوماسية، لاسيما وأن بكين هي أول دولة تعترف بالحكومة المؤقتة في العام ,1958 هذه الوقفات التي أكد السفير الصيني بالجزائر أن الجزائر عرفت كيف ترد الجميل لبكين بمساعدتها على دخول الأممالمتحدة في سنوات السبعينات لتسجل الدولة الجزائرية وعلى رأسها الرئيس الراحل هواري بومدين وقفة تاريخية يتذكرها كل الشعب الصيني اليوم. لينطلق بعدها لتمحيص أكثر للعلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والتي زادت قوة منذ مطلع العقد الأخير منحولة من قرابة المئات من ملايين الدولارات إلى قرابة ال5 مليار دولار في الأشهر الأخيرة من العام المنقضي، بالإضافة إلى مئات المشاريع ولعل أبرزها نجاح الصين في إنجاز مشروع القرن المتمثل في الطريق السيار شرق-غرب والذي انتهت أجزاؤه كاملة تقريبا، كما أبدى الرجل حرص بلاده على تطوير العديد من المجالات الخاصة بالتصنيع ونقل التكنولوجيا إلى الجزائر. وفي هذا الصدد أكد الرجل أن بلاده تولي أيضا اهتماما بنقل التكنولوجيا في مجال الزراعة واستخداماتها في مجال تطوير نوعية البذور والمنتجات الفلاحية، حيث أكد أن بلاده التي اشتهرت بلقمة الإوز لكل مواطن قد تخلت في الآونة الأخيرة على فرض الضرائب عن الفلاحين لتعزيز وتشجيع زراعة الأرض، وقال إن الإنسان الجزائري قادر على القيام باستصلاح أرضه التي ستكون ذات قيمة وأهم من أي شيء آخر. ومن الاقتصاد إلى واقع الحراك في العلاقات الدولية، فقد رد الرجل على أبرز القضايا الدائرة في الساحة، حيث عبر عن أمله في إيجاد حل عادل لقضية الصحراء الغربية يضمن حقوق الأطراف، ويعجل بفتح صفحة جيدة في العلاقات بين الدول المغاربية، من أجل دفع الشراكة للأحسن. وفيما يخص القضية الفلسطينية، ذكر الدبلوماسي الصيني باستخدام بلاده لحق النقض'' الفيتو'' لإدانة الأعمال الإسرائيلية ضد المدنيين الأبرياء في قطاع غزة. من جانب آخر أكد أن المفاوضات ستكون الحل الوحيد للنزاع حول الملف الإيراني، وقضية الكوريتين، نظرا لأن القوة وتبادل قذائف المدفعية لم ولن يوصلنا إلى الأمن والسلم الدوليين المنشود من طرف المجتمع الدولي.