أثارت أحداث الشغب التي عرفتها مصر والناتجة عن الغليان الشعبي الذي طبع شوارعها والأصوات المنادية برحيل مبارك من على كرسي الرئاسة، شكوكا حول تنظيم معرض القاهرة الدولي من عدمه، والذي يفترض انطلاقه اليوم وإلى غاية 8 فيفري المقبل. كان وزير الثقافة المصري فاروق حسني قد أكد في تصريح صحفي، أنه يدرس والسلطات المعنية مدى إمكان إقامة المعرض من عدمه، إلا أن رئيس اتحاد الناشرين المصريين محمد رشاد قال إنه تلقى بلاغا من الوزير حسني خلال مكالمة هاتفية، جدد له عزمه إقامة المعرض في موعده المعتاد، وأن ما نقل على لسانه بخصوص إلغائه مسألة مستبعدة، موضحا أنه أبلغ اتحاد الناشرين العرب رسمياً بأن لا صحة لما يتردد عن إلغاء المعرض. هذا وقد تقرر انتقال وفد من وزارة الثقافة الجزائرية ونائب مدير معرض الجزائر للكتاب مصطفى ماضي إلى مصر، للالتحاق بقاعة المؤتمرات بمدينة نصر للاطلاع على آخر المستجدات بخصوص المساحات المخصصة للناشرين الجزائريين ومعرفة حجم هذه المساحات وأماكنها. وأكد رشاد أن هيئة الكتاب خصصت مكانين للناشريين الجزائريين. وكان رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب محمد صابر عرب قد عقد يوم الأحد الماضي مؤتمراً صحافياً، أعلن خلاله أن المعرض سيقام في مركز المؤتمرات في شرق القاهرة بمشاركة 632 ناشرً من 29 دولة منها 17 دولة عربية، وستكون الصين ضيف شرف دورته الجديدة. وقد اعتبر مراقبون أن عدم تلقي نخبة المثقفين المصريين دعوات لحضور اللقاء المعتاد مع الرئيس المصري حسني مبارك ضمن مراسم افتتاح معرض القاهرة الدولي للكتاب، مؤشر على احتمال إلغاء هذا اللقاء حتى لا تكون ساحات المعرض مجالاً لمواجهات بين الشرطة والحشود التي انطلق غضبها منذ الثلاثاء الفارط. كما قرر مجلس اتحاد كُتّاب مصر، في بيان أصدره في ختام جلسة طارئة عقدها نهاية الأسبوع الفارط، الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح الشهداء الذين سقطوا خلال تلك المظاهرات الأخيرة. للإشارة يأتي البيان غداة صدور رواية لرئيس اتحاد كُتّاب مصر محمد سلماوي عنوانها «أجنحة الفراشة» عن الدار المصرية اللبنانية في القاهرة، ولوحظ أن هذه الرواية تتوقع ما يحدث حالياً في مصر من تظاهرات تتفاقم بفضل الهواتف النقالة ومواقع الكترونية مثل «فيس بوك» و«تويتر». وتحاول الحكومة، حسب الرواية، أن تكشف عن مؤامرة مدعومة من الخارج لقلب نظام الحكم، فتعتقل جميع أقطاب المعارضة، كما تعتقل كل المتعاملين معهم، ومن ضمنهم مجموعة الشباب وقود العصيان المدني. ويمضي سيناريو الرواية إلى تخيل امتناع معظم الموظفين عن الذهاب إلى أعمالهم، وكذلك غلق التجار أبواب محالهم، حتى يتطور الأمر إلى لجوء بعض الأصوات الى تدخل الجيش، لكن وزير الدفاع يرفض الزج به في الوقت الذي فقدت الشرطة السيطرة على الجماهير الغاضبة التي اضطرت الحكومة أن تتخلى عن عنادها، فتعلن استقالتها.